للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عداوة الشّيطان له وكيف الحذر منه، ويعلم قبيح ما تميل إليه النّفس حتّى يخالفها بعلم» ) * «١» .

١٣-* (قال ابن عبد البرّ- رحمه الله تعالى:

محّض أخاك النّصيحة وإن كانت عنده فضيحة) * «٢» .

١٤-* (قال أبو زكريّا (النّوويّ) - رحمه الله تعالى: قالوا مدار الدّين على أربعة أحاديث، وأنا أقول بل مداره على حديث «الدّين النّصيحة» ) * «٣» .

١٥-* (قال ابن رجب- رحمه الله تعالى-:

«الواجب على المسلم أن يحبّ ظهور الحقّ ومعرفة المسلمين له، سواء كان ذلك في موافقته أو مخالفته. وهذا من النّصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمّة المسلمين وعامّتهم، وذلك هو الدّين كما أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم» ) * «٤» .

١٦-* (وقال أيضا- رحمه الله تعالى-: «من عرف منه أنّه أراد بردّه على العلماء النّصيحة لله ورسوله، فإنّه يجب أن يعامل بالإكرام والاحترام والتّعظيم كسائر أئمّة المسلمين الّذين كان يردّ على المخطىء منهم، ومن عرف أنّه أراد بردّه عليهم التّنقيص والذّمّ وإظهار العيب، فإنّه يستحقّ أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرّذائل المحرّمة» ) * «٥» .

١٧-* (وقال- رحمه الله-: «فشتّان بين من قصده النّصيحة، وبين من قصده الفضيحة، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلّا على من ليس من ذوي العقول الصّحيحة» ) * «٦» .

١٨-* (وقال- رحمه الله-: «إنّ النّاصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنّما غرضه إزالة المفسدة الّتي وقع فيها، ولذلك فإنّه ينبغي أن تكون سرّا فيما بين الآمر والمأمور، وأمّا الإشاعة وإظهار العيوب فهو ممّا حرّمه الله ورسوله، ومن حبّ إشاعة الفاحشة في المؤمنين» ) * «٧» .

١٩-* (قال عبّاد بن عبّاد الخوّاص الشّاميّ أبو عتبة: «أمّا بعد: اعقلوا والعقل نعمة، فربّ ذي عقل قد شغل قلبه بالتّعمّق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه حتّى صار عن ذلك ساهيا ... إلى أن قال:

وناصحوا الله في أمّتكم إذ كنتم حملة الكتاب والسّنّة. فإنّ الكتاب لا ينطق حتّى ينطق به، وإنّ السّنّة لا تعمل حتّى يعمل بها، فمتى يتعلّم الجاهل إذا سكت العالم، فلم ينكر ما ظهر ولم يأمر بما ترك، وقد أخذ الله ميثاق الّذين أوتوا الكتاب ليبيّننّه للنّاس ولا يكتمونه ... ولا تكتفوا من السّنّة بانتحالها بالقول دون العمل بها، فإنّ انتحال السّنّة دون العمل بها كذب بالقول مع إضاعة العلم، ولا تعيبوا بالبدع تزيّنا بعيبها فإنّ فساد أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم، ولا تعيبوها بغيا على أهلها. فإنّ البغي من فساد أنفسكم، وليس ينبغي للمطبّب أن يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه، فإنّه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم، ولكن ينبغي أن يلتمس لنفسه الصّحّة ليقوى بها على علاج المرضى، فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربّكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب


(١) بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (٥/ ٦٧) .
(٢) المرجع السابق (٣/ ٦٠٥) .
(٣) بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (٥/ ٦٤) .
(٤) الفرق بين النصيحة والتعيير (٣٢- ٣٣) .
(٥) الفرق بين النصيحة والتعيير (٣٦) بتصرف يسير.
(٦) الفرق بين النصيحة والتعيير (٤١) .
(٧) المرجع السابق (٣٩) بتصرف.