للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الوفاء]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢١/ ٤٢/ ١٦

[الوفاء لغة:]

مصدر قولهم: وفى يفي وفاء، وهو مأخوذ من مادّة (وف ي) الّتي تدلّ على «إكمال وإتمام» يقول ابن فارس: ومن هذا الوفاء: إتمام العهد وإكمال الشّرط، ويقولون منه أيضا: أوفيتك الشّيء، إذا قضيته إيّاه وافيا، وتوفّيت الشّيء واستوفيته، إذا أخذته كلّه حتّى لم تترك منه شيئا «١» .

وقال الجوهريّ: الوفاء ضدّ الغدر، يقال: وفى بعهده وأوفى بمعنى، ووفى الشّيء وفيّا على (وزن) فعول أي تمّ وكثر «٢» ، والوفيّ الوافي، ووفى على الشيء:

أشرف، وأوفاه حقّه ووفّاه بمعنى، واستوفى حقّه وتوفّاه بمعنى، وتوفّاه الله: قبض روحه، ووافى فلان: أتى، وتوافى القوم: تتامّوا «٣» .

وقال الرّاغب: الوافي: الّذي بلغ التّمام من كلّ شيء، يقال: درهم واف وكيل واف، قال تعالى:

وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ (الإسراء/ ٣٥) ووفى بعهده وأوفى إذا تمّم العهد ولم ينقض حفظه، واشتقاق ضدّه وهو الغدر يدلّ على ذلك وهو ترك (الحفظ) ، والقرآن الكريم جاء بصيغة الرّباعيّ «أوفى» قال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (البقرة/ ٤٠) ، وتوفية الشّيء بذله وافيا، واستيفاؤه: تناوله وافيا، وقد عبّر عن النّوم والموت بالتّوفّي.

قال الكسائيّ وأبو عبيدة: وفيت بالعهد وأوفيت به سواء. والوفيّ: الّذي يعطي الحقّ ويأخذ الحقّ.

وفي حديث زيد بن أرقم: وفت أذنك وصدّق الله حديثك. كأنّه جعل أذنه في السّماع كالضّامنة بتصديق ما حكت، فلمّا نزل القرآن في تحقيق ذلك الخبر صارت الأذن كأنّها وافية بضمانها خارجة من التّهمة فيما أدّته إلى اللّسان.

وفي رواية: أوفى الله بأذنه. أي أظهر صدقه في إخباره عمّا سمعت أذنه.

يقال: وفى بالشّيء وأوفى ووفّى بمعنى واحد.

وأوفى الكيل أتمّه ولم ينقص منه شيئا. قال الله تعالى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِي، وَأَوْفُوا الْكَيْلَ*

، وفي الحديث: «فمررت بقوم تقرض شفاههم كلّما قرضت وفت» أي تمّت وطالت.

والموافاة: أن توافي إنسانا في الميعاد، توافينا في


(١) مقاييس اللغة (٦/ ١٢٩) .
(٢) يشير الجوهري بذلك إلى أنّ مصدر وفى قد يأتي على فعول مثل قعود وجلوس.
(٣) الصحاح (٦/ ٢٥٢٦) .