للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زنى إذا أحصن من الرّجال والنّساء إذا قامت البيّنة أو كان الحبل أو الاعتراف. ثمّ إنّا كنّا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله، أن لا ترغبوا عن آبائكم؛ فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم- أو إنّ كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم- ألا ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم، وقولوا: عبد الله ورسوله. ثمّ إنّه بلغني أنّ قائلا منكم يقول: والله لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترّنّ امرؤ أن يقول إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة «١» وتمّت، ألا وإنّها قد كانت كذلك، ولكنّ الله وقى شرّها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ... الحديث) * «٢» .

٣-* (عن أبي الهيّاج الأسديّ قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلا يقول: اللهمّ قني شحّ نفسي، لا يزيد على ذلك، فقلت له «٣» ، فقال: إنّي إذا وقيت شحّ نفسي لم أسرق، ولم أزن، ولم أفعل شيئا، وإذا الرّجل عبد الرّحمن بن عوف) * «٤» .

٤-* (عن عبد الله بن عمر، قال: إن نجوت من ثلاث طمعت أن أنجو، قال عبد الله بن صفوان ما هنّ، أنبيك فيهنّ؟ قال: أخرج المال العظيم فأخرجه ضرارا ثمّ أقول: أقرض ربّي هذه اللّيلة، ثمّ تعود نفسي فيه حتّى أعيده من حيث أخرجته، وإن نجوت من شأن عثمان، قال ابن صفوان: أمّا عثمان فقتل يوم قتل، وأنت تحبّ قتله وترضاه، فأنت ممّن قتله، وأمّا أنت فرجل لم يقك الله شحّ نفسك قال:

صدقت) * «٥» .

٥-* (قال ابن زيد في قوله تعالى وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (التغابن/ ١٦) قال: من وقي شحّ نفسه فلم يأخذ من الحرام شيئا، ولم يقربه، ولم يدعه الشحّ أن يحبس من الحلال شيئا، فهو من المفلحين) * «٦» .

٦-* (عن ابن عبّاس قال في قوله تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً (التحريم/ ٦) اعملوا بطاعة الله، واتّقوا معاصي الله، ومروا أهليكم بالذّكر ينجكم الله من النّار) * «٧» .

٧-* (وقال الطّبريّ في قوله تعالى قُوا أَنْفُسَكُمْ ... أي علّموا بعضكم ما تقون به من تعلّمونه النّار، وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله) * «٨» .

٨-* (عن عليّ- رضي الله عنه- قال: من أدّى زكاة ماله فقد وقي شحّ نفسه) * «٩» .

٩-* (وعن عليّ وقتادة ومجاهد في قوله تعالى:


(١) فلتة: أراد بالفلتة الفجأة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله تعالى من ذلك ووقى، والفلتة: كل شيء فعل من غير رويّة، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر. وقيل: أراد بالفلتة: الخلسة، أي أن الإمامة يوم السقيفة مالت الأنفس إلى توليها فما قلّدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي واختلاسا.
(٢) البخاري- الفتح ١٢ (٦٨٣٠) .
(٣) أي: فقلت له في ذلك.
(٤) جامع البيان (١٢/ ٤٢) والقرطبي (٩/ ٢١) .
(٥) المرجع السابق (١٢/ ٤٢) .
(٦) المرجع السابق (١٢/ ٤٢) والقرطبي (٩/ ٢١) .
(٧) المرجع السابق (١٢/ ١٥٧) .
(٨) المرجع السابق (١٢/ ١٥٦) .
(٩) روح المعاني للآلوسي (٢٨/ ٥٤) .