للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (الأنعام/ ١٥٣)) * «١» .

١٣-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ «٢» » ) * «٣» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الابتداع)

١-* (عن نافع مولى ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّ صبيغا العراقيّ جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتّى قدم مصر، فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطّاب، فلمّا أتاه الرّسول بالكتاب فقرأه، فقال: أين الرّجل؟ فقال:

في الرّحل قال عمر: أبصر أن يكون ذهب فتصيبك منّي به العقوبة الموجعة، فأتاه به، فقال عمر: تسأل محدثة، فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتّى ترك ظهره وبرة ثمّ تركه حتّى برأ، ثمّ عاد له، ثمّ تركه حتّى برأ، فدعا به ليعود له، قال: فقال صبيغ:

إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت، فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: أن لا يجالسه أحد من المسلمين، فاشتدّ ذلك على الرّجل، فكتب أبو موسى إلى عمر: أن قد حسنت توبته، فكتب عمر: أن يأذن للنّاس بمجالسته» ) * «٤» .

٢-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- «إيّاكم وأصحاب الرّأي، فإنّهم أعداء السّنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، فقالوا بالرّأي، فضلّوا وأضلّوا» ) * «٥» .

٣-* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه- قال: «عليكم بالسّبيل والسّنّة، فإنّه ما على الأرض عبد على السّبيل والسّنّة، وذكر الرّحمن ففاضت عيناه من خشية الله- عزّ وجلّ- فيعذّبه. وما على الأرض عبد على السّبيل والسّنّة وذكره (يعني الرّحمن) في نفسه فاقشعرّ جلده من خشية الله إلّا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك، وإذا أصابتها ريح شديدة فتحاتّ «٦» عنها ورقها إلّا حطّ عنه خطاياه كما تحاتّ عن تلك الشّجرة ورقها. وإنّ اقتصادا في سبيل وسنّة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنّة. فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا واقتصادا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنّتهم» ) * «٧» .

٤-* (قال حذيفة- رضي الله عنه-:

«يا معشر القرّاء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن


(١) أحمد (١/ ٤٣٥) واللفظ له. والحاكم (٢/ ٣١٨) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. والسنة لابن أبي عاصم (١٣) حديث (١٧) وقال الألباني (مخرجه) : إسناده حسن والحديث صحيح. ومجمع الزوائد (٧/ ٢٢) وقال: رواه أحمد والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف.
(٢) فهو رد: أي غير مقبول ولا جزاء عليه إلا العقاب.
(٣) البخاري الفتح ٥ (٢٦٩٧) واللفظ له. ومسلم (١٧١٨)
(٤) الدارمي (١/ ٦٧) برقم ١٤٨.
(٥) الفتح (١٣/ ٣٠٢) وعزاه للبيهقي.
(٦) تحاتّ: أي تساقط.
(٧) حلية الأولياء (١/ ٢٥٢، ٢٥٣) . وأصول الاعتقاد ١ (٥٤) واللفظ له.