للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزاده» ) * «١» .

٦-* (عن سهل بن سعد السّاعديّ قال: نظر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى رجل يقاتل المشركين- وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم «٢» - فقال: «من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا، فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتّى جرح، فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه «٣» فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتّى خرج من بين كتفيه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ العبد ليعمل- فيما يرى النّاس- عمل أهل الجنّة، وإنّه لمن أهل النّار، ويعمل- فيما يرى النّاس- عمل أهل النّار وهو من أهل الجنّة، وإنّما الأعمال بخواتيمها» ) * «٤» .

٧-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يتمنّينّ أحدكم الموت لضرّ نزل به. فإن كان لا بدّ متمنّيا فليقل: اللهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرا لي» ) * «٥» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجمع الله النّاس يوم القيامة في صعيد واحد، ثمّ يطّلع عليهم ربّ العالمين فيقول:

ألا يتبع كلّ إنسان ما كانوا يعبدونه، فيمثّل لصاحب الصّليب صليبه، ولصاحب التّصاوير تصاويره، ولصاحب النّار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون فيطّلع عليهم ربّ العالمين فيقول: ألا تتّبعون النّاس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك، نعوذ بالله منك؛ الله ربّنا، هذا مكاننا حتّى نرى ربّنا، وهو يأمرهم ويثبّتهم، ثمّ يتوارى ثمّ يطّلع فيقول: ألا تتّبعون النّاس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك، نعوذ بالله منك، الله ربّنا، وهذا مكاننا حتّى نرى ربّنا، وهو يأمرهم ويثبّتهم، قالوا: وهل نراه يا رسول الله؟ قال:

وهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنّكم لا تضارّون في رؤيته تلك السّاعة، ثمّ يتوارى ثمّ يطّلع فيعرّفهم نفسه. ثمّ يقول: أنا ربّكم فاتّبعوني، فيقوم المسلمون ويوضع الصّراط فيمرّون عليه مثل جياد الخيل والرّكاب وقولهم عليه سلّم سلّم، ويبقى أهل النّار فيطرح منهم فيها فوج، ثمّ يقال: هل امتلأت؟، فتقول: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (ق/ ٣٠) ثمّ يطرح فيها فوج فيقال: هل امتلأت، فتقول: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حتّى إذا أوعبوا فيها وضع الرّحمن قدمه فيها وأزوى بعضها إلى بعض، ثمّ قال: قط، قالت: قط، قط، فإذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار، قال: أتي بالموت ملبّيا، فيوقف على السّور الّذي بين أهل الجنّة وأهل النّار، ثمّ يقال: يا أهل الجنّة، فيطّلعون خائفين، ثمّ يقال:

يا أهل النّار، فيطّلعون مستبشرين يرجون الشّفاعة،


(١) البخاري، الفتح ١١ (٦٣٠٨) ، ومسلم (٢٧٤٤) واللفظ له.
(٢) غناء: أى كفاية.
(٣) ذبابة سيفه: حده وطرفه.
(٤) البخاري. الفتح ١١ (٦٤٩٣) واللفظ له، ومسلم (١١٢)
(٥) البخاري- الفتح ١٠ (٥٦٧١) ، ومسلم (٢٦٨٠) واللفظ له.