للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه- جاء رجل يتخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخطب، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اجلس، فقد آذيت» ) * «١» .

١١-* (وعن عمرو بن شاس الأسلميّ وكان من أصحاب الحديبية- رضي الله عنه- قال: خرجت مع عليّ- رضي الله عنه- إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتّى وجدت في نفسي عليه «٢» فلمّا قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد حتّى سمع بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في ناس من أصحابه فلمّا رآني أبدّني «٣» عينيه يقول: حدّد إليّ النّظر حتّى إذا جلست قال: «يا عمرو والله لقد آذيتني» . قلت: أعوذ بالله من أن أوذيك يا رسول الله. قال: «بلى، من آذى عليّا فقد آذاني» ) * «٤» .

١٢-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يوعك «٥» .

فمسسته بيدي. فقلت: يا رسول الله، إنّك لتوعك وعكا شديدا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أجل. إنّي أوعك كما يوعك رجلان منكم» قال: فقلت: ذلك، أنّ لك أجرين. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أجل» ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلّا حطّ الله به سيّئاته، كما تحطّ الشّجرة ورقها» ) * «٦» .

١٣-* (عن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهما- أنّه سأل أخته أمّ حبيبة: هل كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي في الثّوب الّذي يجامع فيه؟ قالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى) * «٧» .

١٤-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: صعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض «٨» الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيّروهم، ولا تتبّعوا عوراتهم، فإنّه من تتبّع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله، قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك وأعظم


(١) أبو داود (١١١٨) وقال الألباني (١/ ٢٠٨) : صحيح. والنسائي (٣/ ١٠٣) وابن حبان في صحيحه رقم ٥٧٢ موارد وقال محقق «جامع الأصول» (٥/ ٦٩٢) : إسناده حسن. وعند ابن ماجه (١/ ٣٥٤) من حديث جابر بزيادة «وآنيت» .
(٢) وجدت عليه: أي غضبت.
(٣) أبدّنى عينيه: مدّهما. وفي النهاية «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبدّ يده إلى الأرض فأخذ قبضة» أي مدها، ينظر النهاية (١/ ١٠٥) وعليه فما أثبته في المسند الجامع بلفظ (أمدّنى) (١٤/ ١٣٢) لا حاجة إليه.
(٤) ذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ١٢٩) وقال: رواه أحمد (٣/ ٤٨٣) واللفظ له، والطبراني باختصار. والبزار أخصر منه ورجال أحمد ثقات وفي جامع المسانيد (٩/ ٥٩٤ برقم (٧٣١٧) وقال ابن كثير تفرد به. وقال مخرجه: إسناده صحيح.
(٥) يوعك: أصابه الوعك وهي الحمى، وقيل: ألمها.
(٦) البخاري- الفتح ١٠ (٥٦٤١- ٥٦٤٢) . ومسلم (٢٥٧١) واللفظ له.
(٧) أبو داود (٣٦٦) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٧٤) : صحيح. وقال ابن حجر في فتح الباري (١/ ٥٥٥) يشير الى ما رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
(٨) لم يفض: لم يدخل.