للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبثّ خبره، إنّي أخاف أن لا أذره. إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثّالثة: زوجي العشنّق، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق. قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة، لا حرّ ولا قرّ، ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد. قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطّجع التفّ، ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء، طباقاء، كلّ داء له داء. شجّك أو فلّك أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي، الرّيح ريح زرنب، والمسّ مسّ أرنب. قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرّماد، قريب البيت من النّادي.

قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك؟ مالك خير من ذلك. له إبل كثيرات المبارك. قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع. فما أبو زرع؟ أناس من حليّ أذنيّ، وملأ من شحم عضديّ، وبجّحني فبجحت إليّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشقّ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ، فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فاتقنّح. أمّ أبي زرع، فما أمّ أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح. ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسلّ شطبة. ويشبعه ذراع الجفرة. بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمّها، وملء كسائها وغيظ جارتها. جارية أبي زرع. فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا، ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا. قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض.

فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها. فنكحت بعده رجلا سريّا. ركب شريّا. وأخذ خطّيّا. وأراح عليّ نعما ثريّا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا. قال: كلي أمّ زرع وميري أهلك، فلو جمعت كلّ شيء أعطاني، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «كنت لك: كأبي زرع لأمّ زرع» ) * «١» .

١١-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّه:

كان لا يأكل حتّى يؤتى بمسكين يأكل معه، فدخل رجل يأكل معه فأكل كثيرا، فقال لمولاه نافع: يا نافع لا تدخل هذا عليّ. سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» ) * «٢» .

١٢-* (عن المقدام بن معديكرب- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما ملأ آدميّ وعاء شرّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» ) * «٣» .

١٣-* (عن نافع: أنّ ابن عمر جمع بنيه حين


(١) البخاري- الفتح ٩ (٥١٨٩) . ومسلم (٢٤٤٨) واللفظ له وسبق تفسير غريبه في صفات سابقة.
(٢) البخاري- الفتح ٩ (٥٣٩٣)
(٣) الترمذي (٢٣٨٠) واللفظ له، وقال: حسن صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (٧/ ٤١٠) : وهو كمال قال. وهو عند ابن ماجة رقم (٣٣٤٩) . والحاكم (٤/ ١٢١) وصححه ووافقه الذهبي. وابن حبان رقم (٥٢٣٦) «الإحسان» وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على «موارد الظمآن» رقم (١٣٤٨) .