للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يظهره لصديقه وكفى بذوي الألباب عبرا ما جرّبوا، ومن استودع حديثا فليستره، ولا يكن مهتاكا ولا مشياعا لأنّ السّرّ إنّما سمّي سرّا لأنّه لا يفشى) * «١» .

٩-* (قال أبو المعتمر البصريّ: تعلّمت الصّمت في عشر سنين، وما قلت شيئا قطّ إذا غضبت، أندم عليه إذا زال غضبي) * «٢» .

١٠-* (وقال الحسن البصريّ- رضي الله عنه- لا تستقيم أمانة رجل حتّى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتّى يستقيم قلبه) * «٣» .

١١-* (عن عطاء- رضي الله عنه- قال:

كانوا يكرهون فضول الكلام وكانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن تقرأه أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك بما لا بدّ لك منه) «٤» .

١٢-* (عن عبد الله بن المبارك- رضي الله عنه- قال: عجبت من اتّفاق الملوك كلّهم على كلمة:

قال كسرى: إذا قلت ندمت وإذا لم أقل لم أندم، وقال قيصر: أنا على ردّ ما لم أقل أقدر منّي على ردّ ما قلت، وقال ملك الهند: عجبت لمن تكلّم بكلمة إن هي رفعت ضرّته «٥» وإن هي لم ترفع لم تنفعه، وقال ملك الصّين: إن تكلّمت بكلمة ملكتني وإن لم أتكلّم بها ملكتها) * «٦» .

١٣-* (قال السّفارينيّ: قال الحكماء: ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها، شرب السّمّ للتّجربة، وإفشاء السّرّ إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة، وركوب البحر وإن كان فيه غنى) * «٧» .

١٤-* (وقال أيضا: يروى أنّ أصبر النّاس من لا يفشي سرّه إلى صديقه مخافة التّقلّب يوما ما) * «٨» .

١٥-* (وقال بعض الشّعراء:

إذا ضاق صدرك عن حديث ... فأفشته الرّجال فمن تلوم؟

إذا عاتبت من أفشى حديثي ... وسرّي عنده فأنا الظّلوم

فإنّي حين أسام حمل سرّي ... وقد ضمّنته صدري مشوم

ولست محدّثا سرّي خليلي ... ولا عرسي إذا خطرت هموم

وأطوي السّرّ دون النّاس إنّي ... لما استودعت من سرّ كتوم) * «٩» .

١٦-* (وقال آخر:

لا تودعنّ ولا الجماد سريرة ... فمن الجوامد ما يشير وينطق

وإذا المحكّ أذاع سرّ أخ له ... وهو الجماد فمن به يستوثق) * «١٠» .


(١) روضة العقلاء (٢٥٥) .
(٢) نزهة الفضلاء ١/ ٣٩٧.
(٣) الآداب الشرعية لابن مفلح ١/ ٤٠٠.
(٤) الآداب الشرعية ١/ ٣٤.
(٥) رفع الكلمة هنا يعني إفشاءها ومعرفة الناس بها.
(٦) الآداب الشرعية ١/ ٣٤.
(٧) غذاء الألباب ١/ ١١٧.
(٨) المرجع السابق نفسه، الصفحة نفسها.
(٩) غذاء الألباب ١/ ١١٧.
(١٠) غذاء الألباب ١/ ١١٨.