للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذّباب» ) * «١» .

١٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أيّها النّاس، إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا، وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (المؤمنون: آية ٥١) ، وقال:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ (البقرة/ ١٧٢) . ثمّ ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السّماء. يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك «٢» ؟» ) * «٣» .

١٣-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس، فمن اتّقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإنّ لكلّ ملك حمى، ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب» ) * «٤» .

١٤-* (عن النّوّاس بن سمعان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصّراط «٥» سوران «٦» فيهما أبواب مفتّحة «٧» وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصّراط داع «٨» يقول: أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعا ولا تتفرّجوا، وداع «٩» يدعو من جوف الصّراط فإذا أراد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك! لا تفتحه، فإنّك إن تفتحه تلجه ... الحديث» ) * «١٠» .

١٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كلّ أمّتي معافى إلّا المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرّجل باللّيل عملا، ثمّ يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه ويصبح يكشف ستر الله عنه» ) * «١١» .

١٦-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ليس من نفس تقتل


(١) أحمد (١/ ٣٩٠) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (٥/ ٢٦١) رقم (٣٧٠٤) . وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧/ ٢١٠) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه المسعودي وقد اختلط.
(٢) فأنى يستجاب لذلك: فكيف يستجاب له؟
(٣) مسلم (١٠١٥) .
(٤) البخاري- الفتح ١ (٥٢) واللفظ له. ومسلم (١٥٩٩) .
(٥) الصراط: الإسلام.
(٦) السوران: حدود الله تعالى.
(٧) الأبواب المفتحة: محارم الله تعالى.
(٨) وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله.
(٩) والداعي فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم.
(١٠) أحمد (٤/ ١٨٢، ١٨٣) واللفظ له، وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: رواه الترمذي والنسائي (٢/ ١٩٢) . والحاكم (١/ ٧٣) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره في المشكاة (١٩١) وذكر الشيخ الألباني: كلام الحاكم والذهبي وقال: هو كما قالا (١/ ٦٧) .
(١١) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٦٩) واللفظ له. ومسلم (٢٩٩٠) .