للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنّه ليستعيد هذا الحديث منّي) * «١» .

١٢-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

«خيار أئمّتكم الّذين تحبّونهم ويحبّونكم. وتصلّون عليهم ويصلّون عليكم، وشرار أئمّتكم الّذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم» قالوا قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال:

«لا. ما أقاموا فيكم الصّلاة. لا. ما أقاموا فيكم الصّلاة. ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنّ يدا من طاعة» .

قال ابن جابر: فقلت (يعني لرزيق) ، حين حدّثني بهذا الحديث: آلله يا أبا المقدام لحدّثك بهذا، أو سمعت هذا من مسلم بن قرظة يقول: سمعت عوفا يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: فجثا على ركبتيه «٢» واستقبل القبلة فقال: إي. والله الّذي لا إله إلّا هو لسمعته من مسلم بن قرظة يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «٣» .

١٣-* (عن الزّبير بن العوّام- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «دبّ إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء. هي الحالقة. لا أقول: تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدّين، والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أفلا أنبّئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السّلام بينكم» ) * «٤» .

١٤-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «فيك مثل من عيسى، أبغضته اليهود حتّى بهتوا «٥» أمّه، وأحبّته النّصارى حتّى أنزلوه بالمنزلة الّتي ليس به» ثمّ قال: «يهلك فيّ رجلان، محبّ مفرط يقرّظني «٦» بما ليس فيّ، ومبغض يحمله شنآني «٧» على أن يبهتني» ) * «٨» .

١٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «سيصيب أمّتي داء الأمم، فقالوا: يا رسول الله وما داء الأمم؟ قال:


(١) البخاري- الفتح ٧ (٤٢٣٠- ٤٢٣١) واللفظ له. ومسلم (٢٥٠٣) .
(٢) فجثا على ركبتيه: أي جلس عليهما.
(٣) مسلم (١٨٥٥) .
(٤) الترمذي (٢٥١٠) واللفظ له، وقال محقق جامع الأصول (٣/ ٦٢٦) له شواهد هو بها حسن. والمنذري في الترغيب (٣/ ٥٤٨) وقال: رواه البزار بإسناد جيد، وفي سنده جهالة مولى الزبير رضي الله عنه، ولكن للحديث شاهد لأوله عند الترمذي من حديث أبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله عنهما، ولآخره شاهد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (٤٥) في الإيمان بلفظ «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» فالحديث بمجموعه بهذه الشواهد حسن، وقد ذكر الفقرة الأولى من الحديث المنذري في «الترغيب والترهيب» عن حديث الزبير وقال: رواه البزار بإسناد جيد. والبيهقي وغيرهما.
(٥) بهتوا: من البهتان وهو أشد الكذب.
(٦) يقرظني: يمدحني.
(٧) شنآني: بغضي وكرهي.
(٨) أحمد (١/ ١٦٠) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر (٢/ ٣٥٥) : إسناده حسن. وقال الحاكم (٣/ ١٢٣) : صحيح الإسناد.