للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البغي، والنّكث، والمكر. وقرأ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ (يونس/ ٢٣) ، وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ (فاطر/ ٤٣) ، فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ (الفتح/ ١٠) » ) * «١» .

٧-* (قال أبو عبيد معمر بن المثنّى- رحمه الله تعالى-: «كان أوّل بغي كان في قريش بمكّة أنّ بني قيس. من بني سهم- تباغوا فيما بينهم، فبعث الله عزّ وجلّ- فأرة على ذبالة فيها نار فجرّتها إلى خيام لهم فاحترقوا. ثمّ كان ظلم وبغي بني السّبّاق بن عبد الدّار ابن قصيّ. فبعث الله عليهم الفناء فقالت سبيعة بنت لاحب بن دبنبة لابن لها يقال له خالد وكان به رهق فحذّرته ما لقي المقاييس وبنو السّبّاق:

أبنيّ لا تظلم بمكّة ... لا الصّغير ولا الكبير

واحفظ محارمها ولا ... يغررك بالله الغرور

أبنيّ من يظلم بمكّة ... يلق أطراف الشّرور

والله آمن وحشها ... والطّير يعقل في ثبير

ولقد أتاهم تبّع ... وكسا بنيّتها الحبير

والفيل أهلك جيشه ... يرمون فيها بالصّخور

فاسمع إذا جرّبت واف ... هم كيف عاقبة الأمور «٢» .

٨-* (قال عبد الله بن معاوية الهاشميّ: «إنّ عبد المطّلب جمع بنيه عند وفاته وهم يومئذ عشرة وأمرهم ونهاهم وقال: إيّاكم والبغي، فو الله ما خلق الله عزّ وجلّ- شيئا أعجل عقوبة من البغي ولا رأيت أحدا بقي على البغي إلّا إخوتكم من بني عبد شمس» ) * «٣» .

٩-* (قال الفرزدق: «إنّ قيس بن عاصم كان له ثلاثة وثلاثون ابنا، وكان ينهاهم عن البغي، ويقول: إنّه والله ما بغى قوم قطّ إلّا ذلّوا. ثمّ قال: فإن كان الرّجل من بنيه يظلمه بعض قومه فينهى إخوانه أن ينصروه مخافة البغي» ) * «٤» .

١٠-* (قال عبد الله بن أشهب التّميميّ: عن أبيه «كانوا يقفون في الجاهليّة بالموقف، فيسمعون صوتا من الجبل:

البغي يصرع أهله ويحلّهم ... دار المذلّة والمعاطس رغّم

فيطوفون بالجبل فلا يرون شيئا ويسمعون الصّوت بذلك» ) * «٥» .

١١-* (قال شرقيّ بن قطاميّ- رحمه الله- وصّى رجل من العرب بنيه فقال: «اهجروا البغي فإنّه منبوذ، ولا يدخلنّكم العجب؛ فإنّه ممقتة والتمسوا المحامد من مكانها، واتّقوا القدر؛ فإنّ فيه النّقمة» ) * «٦» .

١٢-* (قال محمّد بن أبي رجاء مولى بني هاشم القرشيّ، ابن الأعرابيّ- رحمه الله تعالى-: «قال دهقان لأسد بن عبد الله وهو على خراسان: يا أسد! إنّ البغي يصرع أهله، والبغي مصرعه وخيم فلا تغترّ


(١) ذم البغي لابن أبي الدنيا (٨٨) .
(٢) المرجع السابق (٧٠- ٧١) بتصرف.
(٣) المرجع السابق (٥٦) .
(٤) المرجع السابق (٦٩) .
(٥) المرجع السابق (٥٥) .
(٦) المرجع السابق (٨٩) .