للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجل يدري ويدري أنّه يدري فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنّه يدري فذاك ناس فذكّروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنّه لا يدري فذاك طالب فعلّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه» ) * «١» .

٦- قال الأصمعيّ: «إذا أردت أن تعرف عقل الرّجل في مجلس واحد فحدّثه بحديث لا أصل له. فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنّه أحمق، وإن أنكره فهو عاقل» ) * «٢» .

٧-* (من أخبار هبنّقة المغفّل: «أنّه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضلّ نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به، فحوّلت القلادة ذات ليلة من عنقه إلى عنق أخيه فلمّا أصبح قال:

يا أخي أنت أنا، فمن أنا؟. وأضلّ بعيرا فجعل ينادي:

من وجده فهو له، فقيل له: فلم تنشده؟ قال: فأين حلاوة الوجدان؟» ) * «٣» .

٨-* (يروى عن أزهر الحمّار أنّه كان جالسا بين يدي الأمير عمرو بن اللّيث يوما وقدم على الأمير رسول من عند السّلطان، فأحضر مائدته، فقيل لأزهر جمّلنا بسكوتك اليوم، فسكت طويلا، ثمّ لم يصبر فقال: بنيت في القرية برجا ارتفاعه ألف خطوة، فأومأ إليه الحاجب أن اسكت، فقال له الرّسول: «في عرض كم؟» قال: في عرض خطوة، فقال له الرّسول: «ما كان ارتفاعه ألف خطوة لا يكفي عرضه خطوة؟» قال:

أردت أن أزيد فيه فمنعني هذا الواقف) * «٤» .

٩-* (ومن أخبار أبي محمّد جامع الصّيد لانيّ: أنّه مضى إلى السّوق ليشتري لابنه نعلا فقيل له: كم سنّه؟ فقال: «ما أدري ولكنّه ولد أوّل ما جاء العنب الدّارانيّ، ومحمّد ابني- أستودعه الله- أكبر منه بشهرين ونصف سنة» ) * «٥» .

١٠-* (ومنهم أيضا أبو عبد الله بن الجصّاص: «قيل إنّه نظر يوما في المرآة فقال لإنسان عنده: ترى لحيتي طالت؟ فقال له المرآة في يدك.

فقال: صدقت، ولكن الشّاهد يرى ما لا يراه الغائب» ) * «٦» .

١١-* (وذكر محمّد بن أحمد التّرمذيّ فقال:

كنت عند الزّجّاج أعزّيه بأمّه وعنده الخلق من الرّؤساء والكتّاب، إذ أقبل ابن الجصّاص فدخل ضاحكا وهو يقول: الحمد لله قد سرّني والله يا أبا إسحاق. فدهش الزّجّاج ومن حضر وقيل له: يا هذا كيف سرّك ما غمّه وغمّنا؟ فقال ويحك. بلغني أنّه هو الّذي مات. فلمّا صحّ عندي أنّها هي الّتي ماتت سرّني ذلك، فضحك النّاس جميعا» ) *» .

١٢-* (كان لمحمّد بن بشير الشّاعر ابن


(١) أخبار الحمقى والمغفلين: (٣٦) .
(٢) المرجع السابق (٣٤) .
(٣) المرجع السابق (٤١) .
(٤) المرجع السابق (٤٨) .
(٥) المرجع السابق: (٤٩) .
(٦) المرجع السابق (٥٢)
(٧) المرجع السابق (٣٥) .