للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنّامصات «١» والمتنمّصات، والمتفلّجات للحسن «٢» المغيّرات خلق الله. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد. يقال لها: أمّ يعقوب وكانت تقرأ القرآن. فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؛ أنّك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمّصات والمتفلّجات للحسن المغيّرات خلق الله؟

فقال عبد الله: ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟

وهو في كتاب الله. فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه. قال الله- عزّ وجلّ-: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر/ ٧) . فقالت المرأة: فإنّي أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن. قال:

اذهبي فانظري. قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئا. فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئا. فقال: أمّا لو كان ذلك لم نجامعها «٣» ) * «٤» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه لقيته امرأة وجد منها ريح الطّيب ينفح ولذيلها إعصار، فقال: يا أمة الجبّار، جئت من المسجد؟

قالت: نعم، قال: وله تطيّبت؟ قالت: نعم. قال: إنّي سمعت حبّي أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا تقبل صلاة لامرأة تطيّبت لهذا المسجد حتّى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة» ) * «٥» .

١١-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- أنّه قال:

جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي يدها فتخ فقال كذا في كتاب أبي (أي خواتيم ضخام) فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضرب يدها فدخلت على فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تشكو إليها الّذي صنع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب، وقالت هذه أهداها إليّ أبو حسن فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والسّلسلة في يدها فقال: يا فاطمة أيغرّك أن يقول النّاس ابنة رسول الله في يدها سلسلة من نار؟ ثمّ خرج ولم يقعد، فأرسلت فاطمة بالسّلسلة إلى السّوق فباعتها واشترت بثمنها غلاما وقالت مرّة عبدا، وذكر كلمة معناها فأعتقته فحدّث بذلك فقال: «الحمد لله الّذي أنجى فاطمة من النّار» ) * «٦» .

١٢-* (عن عبد الرّحمن بن عوف أنّه سمع


(١) النامصات: النامصة هي التي تزيل الشعر من الوجه، والمتنمصة هي التي تطلب فعل ذلك بها.
(٢) والمتفلجات للحسن: المراد مفلجات الأسنان. بأن تبرد ما بين أسنانها، الثنايا والرباعيات. وهو من الفلج. وهي فرجة بين الثنايا والرباعيات وتفعل ذلك العجوز ومن قاربتها في السن إظهارا للصغر وحسن الأسنان. لأن هذه الفرجة اللطيفة بين الأسنان تكون للبنات الصغار. فإذا عجزت المرأة كبرت سنها وتوحشت، فتبردها بالمبرد لتصير لطيفة حسنة المنظر وتوهم كونها صغيرة. ويقال له أيضا الوشر.
(٣) لم نجامعها: قال جماهير العلماء: معناه لم نصاحبها، ولم نجتمع نحن وهي. بل كنا نطلقها ونفارقها.
(٤) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٣١) . ومسلم (٢١٢٥) واللفظ له.
(٥) أبو داود (٤١٧٤) واللفظ له. والنسائي (٨/ ١٥٣، ١٥٤) مختصرا. وقال الألباني (٣/ ١٠٤٩ و٤٧٣٨) : صحيح. وسنن البيهقي (٣/ ١٣٣- ١٣٤) .
(٦) النسائي (٨/ ١٥٨) واللفظ له. وقال الألباني (٣/ ١٠٥١) / (٤٧٤٨) : صحيح.