للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- عزّ وجلّ- غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (النساء/ ٩٥) «١» .

٦-* (عن سلمة بن نفيل الكنديّ- رضي الله عنه- قال: كنت جالسا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال رجل: يا رسول الله، أذال «٢» النّاس الخيل، ووضعوا السّلاح، وقالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها «٣» ، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بوجهه وقال: «كذبوا. الآن جاء القتال، ولا يزال من أمّتي أمّة يقاتلون على الحقّ، ويزيغ «٤» الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم، حتّى تقوم السّاعة، وحتّى يأتي وعد الله. الخيل معقود في نواصيها «٥» الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحى إليّ: أنّي مقبوض غير ملبّث «٦» ، وأنتم تتّبعوني، أفنادا «٧» يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار «٨» المؤمنين الشّام» ) * «٩» .

٧-* (عن أبي بكر- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما ترك قوم الجهاد إلّا عمّهم الله بالعذاب» ) * «١٠» .

٨-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من لم يغز أو يجهّز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة» . قال يزيد بن عبد ربّه في حديثه: قبل يوم القيامة) * «١١» .

٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من مات ولم يغز، ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من نفاق» . قال ابن سهم: قال عبد الله بن المبارك: فنرى «١٢» أنّ ذلك كان على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «١٣» .

١٠-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:

«استنفر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيّا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك الله عنهم القطر فكان عذابهم» ) * «١٤» .


(١) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٣٢) .
(٢) أذال الإذالة: الإهانة والابتذال.
(٣) أوزارها: الأوزار: الثقال، ومعنى «حتّى تضع الحرب أوزارها» أي: ينقضي أمرها، وتخف أثقالها، ولا يبقى قتال.
(٤) يزيغ: من أزاغ الشيء يزيغ: إذا مال، والغالب استعماله في الميل عن الحق إلى الباطل.
(٥) نواصي: جمع ناصية، وهو شعر مقدم الرأس.
(٦) ملبّث: اسم مفعول من: لبثه غيره أو لبثه بالتشديد.
(٧) أفنادا: جماعات متفرقين.
(٨) عقر الدار: أصلها- بفتح العين-، وهو محلة القوم، وأهل المدينة يقولون: عقر الدار بالضم.
(٩) أخرجه النسائي (٦/ ٢١٤ و٢١٥) . وقال محقق جامع الأصول (٢/ ٥٧٠) : إسناده صحيح.
(١٠) المنذري في الترغيب (٢/ ٣٣١) وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن. وقال محقق «مجمع البحرين في زوائد المعجمين» للهيثمي (٥/ ٣٨) : رواه الطبراني في «الأوسط وهو حسن الإسناد إن شاء الله.
(١١) أبو داود (٢٥٠٣) . وقال الألباني (٢/ ٤٧٥) : حسن
(١٢) فنرى: بضم النون. أي نظن. وهذا الذي قاله ابن المبارك محتمل. وقد قال غيره: إنه عام. والمراد أن من فعل فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف. فإنّ ترك الجهاد إحدى شعب النفاق.
(١٣) مسلم (١٩١٠) .
(١٤) ابن كثير، مج ٢ ص ٣٥٨ أو ٣٧٢. ذكره الحاكم في المستدرك ٢/ ١٠٤ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.