للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون النّاس «١» ، وإنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلّا أجرت بها حتّى ما تجعل في في امرأتك» «٢» . فقلت:

يا رسول الله أخلّف بعد أصحابي؟ قال: «إنّك لن تخلّف «٣» ، فتعمل عملا صالحا إلّا ازددت به درجة ورفعة، ثمّ لعلّك أن تخلّف حتّى ينتفع بك أقوام ويضرّ بك آخرون. اللهمّ أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردّهم على أعقابهم» لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن مات بمكّة) * «٤» .

٥-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي الله عنه- قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله؟» وكنّا حديث عهد ببيعة «٥» . فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله ثمّ قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثمّ قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» قال:

فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله! فعلام نبايعك؟ قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، الصّلوات الخمس، وتطيعوا (وأسرّ كلمة خفيّة) ، ولا تسألوا النّاس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه» ) * «٦» .

٦-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «لا تزال المسألة بأحدكم حتّى يلقى الله، وليس في وجهه مزعة لحم «٧» » ) * «٨» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ليس المسكين بهذا الطّوّاف الّذي يطوف على النّاس، فتردّه اللّقمة واللّقمتان، والتّمرة والتّمرتان» . قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟

قال: «الّذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدّق عليه، ولا يسأل النّاس شيئا» ) * «٩» .

٨-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من يكفل لي أن لا يسأل النّاس شيئا وأتكفّل له بالجنّة؟» فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدا شيئا) * «١٠» .


(١) يتكففون الناس: أي يسألون الناس بمد أكفهم اليهم.
(٢) في في امرأتك: أي في فمها.
(٣) إنك لن تخلف: المراد بالتخلف طول العمر والبقاء في الحياة بعد أصحابه.
(٤) البخاري- الفتح ٣ (١٢٩٥) واللفظ له. ومسلم (١٦٢٨) .
(٥) أفرد الخبر (حديث) مع أن الاسم (كنّا) لتأول الجمع بالمجموع. أي وكان المجموع حديث عهد الخ ...
(٦) مسلم (١٠٤٣) .
(٧) مزعة لحم: أي قطعة لحم.
(٨) البخاري- الفتح ٣ (١٤٧٤) . ومسلم (١٠٤٠) واللفظ له.
(٩) الفتح ٣ (١٤٧٦) . ومسلم (١٠٣٩) واللفظ له.
(١٠) أحمد في المسند (٥/ ٣٧٦) . وأبو داود (١٦٤٣) واللفظ له. والبغوي في شرح السنة (٦/ ١١٧) وقال محققه: إسناده صحيح.