للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (التفرق)

١-* (عن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ألا إنّ من قبلكم من أهل الكتاب، افترقوا على ثنتين وسبعين ملّة، وإنّ هذه الملّة ستفترق «١» على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النّار، وواحدة في الجنّة، وهي الجماعة» .

زاد في رواية: «وإنّه سيخرج في أمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء، كما يتجارى الكلب «٢» بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلّا دخله» ) * «٣» .

٢-* (عن عليّ- رضي الله عنه- قال: أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أبيع أخوين من السّبي، فبعتهما، ثمّ أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته ببيعهما. فقال: «فرّقت بينهما؟» قلت: نعم، قال: «فارتجعهما ثمّ بعهما ولا تفرّق بينهما» ) * «٤» .

٣-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثمّ يبعث سراياه. فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثمّ يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتّى فرّقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت» ) * «٥» .

٤-* (عن عبد الله بن زيد- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا فتح حنينا قسّم الغنائم. فأعطى المؤلّفة قلوبهم، فبلغه أنّ الأنصار يحبّون أن يصيبوا ما أصاب النّاس «٦» . فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلّالا فهداكم الله بي؟ وعالة «٧» فأغناكم الله بي؟ ومتفرّقين «٨» فجمعكم الله بي؟» ويقولون: الله ورسوله أمنّ. فقال: «ألا تجيبوني؟» فقالوا: الله


(١) ستفترق: قال الخطابي: قوله صلّى الله عليه وسلّم «ستفترق أمتي» فيه دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة عن الملة والدين، إذ جعلهم من أمته.
(٢) يتجارى الكلب: التّجاري، تفاعل من الجري، وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة، والتداعي فيها، تشبيها بجري الفرس، والكلب داء معروف يعرض للكلب، إذا عض حيوانا عرض له أعراض رديئة فاسدة قاتلة، فإذا تجارى بالإنسان وتمادى هلك.
(٣) أبو داود (٤٥٩٧) واللفظ له. وأحمد (٤/ ١٠٢) . برقم (١٦٩٤٠) وقال محقق جامع الأصول (١٠/ ٣٢) : إسناده صحيح وقال الألباني (٣/ ٣٨٤٣) : حسن.
(٤) الترمذي (١٢٨٤) . وابن ماجة (٢٢٤٩) . وأحمد (٧٦٠) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. والهيثمي في المجمع (٤/ ١٠٧) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. والحاكم في المستدرك (٢/ ١٢٥) واللفظ له وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وله إسناد آخر عن الحكم بن عتيبة صحيح أيضا على شرطهما.
(٥) مسلم (٢٨١٣)
(٦) أن يصيبوا ما أصاب الناس: أي أن يجدوا ما وجد الناس من القسمة.
(٧) عالة: أي فقراء، جمع عائل.
(٨) ومتفرقين: يعني متدابرين، يعادي بعضكم بعضا. كما قال تعالى: إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ الآية.