للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليأتينّ على أمّتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النّعل بالنّعل «١» ، حتّى أن كان منهم من أتى أمّه علانية، ليكوننّ في أمّتي من يصنع ذلك، وإنّ بني إسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملّة، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين ملّة، كلّها في النّار، إلّا ملّة واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» ) * «٢» .

١٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ أنّه قال: «من خرج من الطّاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهليّة «٣» . ومن قاتل تحت راية عمّيّة «٤» ، يغضب لعصبة «٥» ، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة «٦» جاهليّة. ومن خرج على أمّتي، يضرب برّها وفاجرها. ولا يتحاش «٧» من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس منّي ولست منه» ) * «٨» .

٢٠-* (عن أبي بكرة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

«ينزل ناس من أمّتي بغائط يسمّونه: البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين» قال ابن يحيى: قال أبو معمر:

وتكون من أمصار المسلمين «فإذا كان في آخر الزّمان، جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه، صغار الأعين، حتّى ينزلوا على شطّ النّهر، فيتفرّق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبريّة وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريّهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشّهداء» ) * «٩» .


(١) حذو النعل بالنعل: أي: مثل النعل، لأن إحدى النعلين يقطع، وتقدر على قدر النعل الأخرى، والحذو: التقدير، وكل من عمل عملا مثل عمل رجل آخر من غير زيادة ولا نقصان، قيل: عمل فلان حذو النعل بالنعل.
(٢) الترمذي (٢٦٤٣) واللفظ له وقال: حسن غريب. وحسنه مخرج جامع الأصول (١٠/ ٣٤) .
(٣) ميتة جاهلية: أي على صفة موتهم من حيث هم فوضى لا إمام لهم.
(٤) عمية: هي بضم العين وكسرها. لغتان مشهورتان. والميم مكسورة مشددة والياء مشددة أيضا. قالوا: الأمر الأعمى لا يستبين وجهه. كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور. قال إسحاق بن راهويه: هذا كتقاتل القوم للعصبية.
(٥) لعصبة: عصبة الرجل أقاربه من جهة الأب. سموا بذلك لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم. أي يحيطون به ويشتد بهم. والمعنى يغضب ويقاتل ويدعو غيره كذلك لا لنصرة الدين والحق بل لمحض التعصب لقومه ولهواه. كما يقاتل أهل الجاهلية، فإنهم إنما كانوا يقاتلون لمحض العصبية.
(٦) فقتلة: خبر لمبتدأ محذوف. أي فقتلته كقتلة أهل الجاهلية.
(٧) ولا يتحاش: وفي بعض النسخ: يتحاشى، بالياء. ومعناه لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وباله وعقوبته.
(٨) مسلم (١٨٤٨) .
(٩) أبو داود (٤٣٠٦) واللفظ له وقال الألباني (٣/ ٨١١) : حسن.