للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (التفرق) معنى

٢١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» ) * «١» .

٢٢-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:

سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّيطان قد أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التّحريش بينهم «٢» » ) * «٣» .

٢٣-* (عن عبد الله- رضي الله عنه- قال:

كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمّرة «٤» معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تفرش. فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها» ) * «٥» .

٢٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «المؤمن مؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» ) * «٦» .

من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (التفرق)

١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (الأنعام/ ١٥٣) وفي قوله: أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (الشورى/ ١٣) ... قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتّفرقة) * «٧» .

٢-* (عن سيّار قال: جيء برؤوس «٨» من قبل العراق فنصبت عند باب المسجد وجاء أبو أمامة فدخل المسجد فركع ركعتين، ثمّ خرج إليهم، فنظر إليهم فرفع رأسه فقال: «شرّ قتلى تحت ظلّ السّماء- ثلاثا-» ، وخير قتلى تحت ظلّ السّماء من قتلوه» وقال:

«كلاب النّار- ثلاثا» ، ثمّ إنّه بكى، ثمّ انصرف عنه، فقال له قائل: يا أبا أمامة أرأيت هذا الحديث حيث قلت: كلاب النّار، شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو شيء تقوله برأيك؟ قال: سبحان الله إنّي إذا لجريء، لو سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّة أو مرّتين، حتّى ذكر سبعا، لخلت أن لا أذكره، فقال الرّجل: لأيّ شيء


(١) البخاري- الفتح ٦ (٣٣٣٦) واللفظ له، ومسلم عن أبي هريرة (٢٦٣٨) .
(٢) ولكن في التحريش بينهم: أي ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها.
(٣) مسلم (٢٨١٢) .
(٤) الحمرة: طائر صغير كالعصفور.
(٥) أبو داود (٢٦٧٥) وقال الألباني (٢/ ٥٠٨) : صحيح.
(٦) أحمد (٢/ ٤٠٠) وقال الشيخ أحمد شاكر (١٨/ ١٧) برقم (٩١٨٧) : إسناده صحيح، وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء: رواه أحمد والطبراني من حديث سهل بن سعد والحاكم من حديث أبي هريرة وصححه (٢/ ١٧٢) ولفظه في الإحياء (المؤمن آلف مألوف ولا خير ... ) .
(٧) تفسير ابن كثير (٢/ ١٩١) .
(٨) أي من الخوارج.