للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به» ) * «١» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تقوم السّاعة حتّى يكثر فيكم المال فيفيض، حتّى يهمّ ربّ المال من يقبل صدقته، وحتّى يعرضه فيقول الّذي يعرضه عليه: لا أرب «٢» لي» ) * «٣» .

١٢-* (عن عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ من أشراط السّاعة أن يفشو المال ويكثر وتفشو التّجارة ويظهر العلم ويبيع الرّجل البيع فيقول: لا حتّى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحيّ العظيم الكاتب فلا يوجد» ) * «٤» .

١٣-* (عن سلمة بن صخر البياضيّ قال:

كنت امرأ أستكثر من النّساء لا أرى رجلا كان يصيب من ذلك ما أصيب، فلمّا دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتّى ينسلخ رمضان، فبينما هي تحدّثني ذات ليلة انكشف منها شيء فوثبت عليها فواقعتها ...

الحديث» ) * «٥» .

١٤-* (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه سيصيب أمّتي داء الأمم» قالوا: وما داء الأمم؟ قال: «الأشر «٦» والبطر «٧» والتّكاثر والتّنافس في الدّنيا، والتّباعد والتّحاسد حتّى يكون البغي ثمّ الهرج «٨» » ) * «٩» .

١٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض «١٠» ، ولكنّ الغنى غنى النّفس» ) * «١١» .

١٦-* (عن أنس- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال: «لو أنّ لابن آدم واديا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلّا التّراب، ويتوب الله على من تاب» قال أبيّ: كنّا نرى هذا (الحديث) من القرآن، حتّى نزلت أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ» ) * «١٢» .

١٧-* (عن ثابت بن الضّحّاك- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء في الدّنيا عذّب به يوم القيامة، ومن ادّعى دعوى كاذبة ليتكثّر بها لم يزده الله إلّا قلّة، ومن حلف على يمين صبر فاجرة «١٣» » ) * «١٤» .


(١) المسند ٣/ ٤٢٨ برقم (١٥٥٣٥) .
(٢) لا أرب لي: أي لا حاجة لي لاستغنائي عنه.
(٣) البخاري- الفتح ٣ (١٤١٢) واللفظ له، ومسلم (١٥٧) .
(٤) النسائي ٧/ ١٧٤، ١٧٥ برقم (٤٤٥٦) .
(٥) أبو داود (٢٢١٣) ، والترمذي (١٢٠٠) وقال: حديث حسن، ويقال: سليمان بن صخر، وسلمة ابن صخر، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، في كفارة الظهار، وابن ماجه (٢٠٦٢) .
(٦) الأشر: أشدّ البطر.
(٧) البطر: الطغيان عند النعمة وطول الغنى.
(٨) الهرج: القتل والاختلاط، وأصله الكثرة في الشيء والاتساع فيه.
(٩) إحياء علوم الدين ٣/ ١٩٩، وقال الحافظ العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة بإسناد جيّد.
(١٠) العرض: هو ما ينتفع به من متاع الدنيا.
(١١) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٤٦) ، ومسلم ٢ (١٠٥١) .
(١٢) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٣٩) و (٦٤٤٠) .
(١٣) قوله: «ومن حلف على يمين صبر فاجرة» معطوف على قوله: «ومن ادعى دعوى كاذبة» ، أي وكذلك من حلف على يمين صبر فهو مثله (أي يزداد قلة) ، ويمين الصبر هي التي ألزم بها الحالف عند الحاكم ونحوه، والفجور في اليمين، الكذب فيها (انظر هامش ٥ في صحيح مسلم ج ١ ص ١٠٤) .
(١٤) البخاري- الفتح ٧ (٤١٧١) ، ومسلم (١١٠) .