للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التناجش]

التّناجش لغة:

مصدر قولهم: تناجش يتناجش، وهو مأخوذ من مادّة (ن ج ش) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على إثارة شيء، ومن ذلك النّجش، وهو أن تزايد في المبيع بشيء كثير لينظر إليك النّاظر فيقع فيه، وهو الّذي جاء في حديث «لا تناجشوا» «١» كأنّ النّاجش استثار تلك الزّيادة «٢» .

ويقال: نجشت الصّيد أي استثرته، والنّاجش:

الّذي يحوش الصّيد، ونجشت الإبل: جمعتها بعد تفرّق «٣» ، وقيل إنّ التّناجش مأخوذ من النّجش بمعنى الختل والخديعة، ومن هذا المعنى قيل للصّائد ناجش لأنّه يختل الصّيد ويحتال له «٤» ، وقال ابن حجر:

النّجش في اللّغة: تنفير الصّيد واستثارته من مكانه ليصاد «٥» .

وقال ابن منظور: أصل النّجش: البحث وهو استخراج الشّيء والنّجش أيضا: استثارة الشّيء، قال رؤبة:

والخسر قول الكذب المنجوش

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١/ ١٠/ ١١

والمنجوش (هنا) المفتعل المكذوب، يقال:

رجل نجوش ونجّاش ومنجش ومنجاش: أي مثير للصّيد، والمنجش والمنجاش (أيضا) الوقّاع بين النّاس.

والنّجش «٦» والتّناجش: الزّيادة في السّلعة أو المهر ليسمع بذلك، فيزاد فيه..، وفي الحديث الشّريف: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن النّجش في البيع وقال: «لا تناجشوا» والمراد- كما قال أبو عبيد- النّهي عن أن يزيد الرّجل ثمن السّلعة وهو لا يريد شراءها، ولكن ليسمعه غيره، فيزيد بزيادته، وهو الّذي يروى فيه عن ابن أبي أوفى: النّاجش آكل ربا خائن «٧» ، وفي التّناجش شيء آخر مباح، وهي المرأة الّتي تزوّجت، وطلّقت مرّة بعد أخرى، أو السّلعة الّتي اشتريت مرّة بعد مرّة ثمّ بيعت، وقال ابن شميل والنّجش أن تمدح سلعة غيرك ليبعيها أو تذمّها لئلّا تنفق عنه «٨» ، قال ابن الأثير: الأصل في النّجش: تنفير الوحش من مكان إلى مكان (آخر للإيقاع به) «٩» ، وذهب الفيّوميّ إلى أنّ الأصل في ذلك هو معنى الاستتار، لأنّ


(١) انظر تخريج هذا الحديث في قسم «الأحاديث الواردة في الصفة» حديث رقم (٣) .
(٢) مقاييس اللغة لابن فارس ٥/ ٣٩٤.
(٣) الصحاح ٣/ ١٠٢١.
(٤) نقل ابن حجر هذا الرأي عن ابن قتيبة، انظر فتح الباري ٤/ ٤١٦.
(٥) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٦) النجش يقال بسكون الجيم وفتحها.
(٧) انظر الأثر رقم ١.
(٨) لسان العرب ٦/ ٣٥٠- ٣٥١.
(٩) النهاية لابن الاثير ٥/ ٢١.