للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكر وبما عملت فيها منذ وليتها، وإلّا فلا تكلّماني فيها، فقلتما: ادفعها إلينا بذلك، فدفعتها إليكما بذلك، أنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك، قال الرّهط: نعم.

فأقبل على عليّ وعبّاس فقال: أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك؟ قالا: نعم. قال: أفتلتمسان منّي قضاء غير ذلك؟ فو الّذي بإذنه تقوم السّماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتّيبتقوم السّاعة، فإن عجزتما عنها فادفعاها إليّ فأنا أكفيكماها) * «١» .

٢٢-* (عن عبد الله- رضي الله عنه- قال:

سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا اختلف البيّعان وليس بينهما بيّنة فهو ما يقول ربّ السّلعة أو يتتاركان «٢» » ) * «٣» .

٢٣-* (عن عرفجة- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمّة، وهي جميع فاضربوه بالسّيف كائنا من كان) * «٤» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (التنازع)

١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال في قوله تعالى حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ... (آل عمران/ ١٥٢) : لمّا هزم الله المشركين يوم أحد، قال الرّماة: أدركوا النّاس، لا يسبقونا إلى الغنائم فتكون لهم دونكم، وقال بعضهم (أي الرّماة) : لا نريم «٥» حتّى يأذن لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزل قوله تعالى:

مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) * «٦» .

٢-* (وعن مجاهد- رحمه الله- في قوله تعالى: وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ قال:

(المعنى) لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم) * «٧» .

٣-* (وعنه- رحمه الله- (أيضا) في قوله تعالى: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ (النساء/ ٥٩) قال: فإن تنازع العلماء (في شيء) ردّوه إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم) * «٨» .

٤-* (عن قتادة- رحمه الله- في قوله تعالى وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا قال: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم) * «٩» .

٥-* (قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى:

فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (النساء/ ٥٩) : أي تجادلتم


(١) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٠٥) .
(٢) يتتاركان: يترك بعضهما بعضا.
(٣) النسائي (٢/ ٢٢٩) ، والحاكم (٢/ ٤٥) وقال: صحيح، ووافقه الذهبي.
(٤) مسلم (١٨٥٢) واللفظ له، وأبو داود ٤/ ٤٧٦٢، والنسائي ٧/ ٩٢.
(٥) لا نريم: أي لا نبرح مكاننا.
(٦) الدر المنثور ٢/ ١٥٢.
(٧) المرجع السابق ٢/ ٣١٨.
(٨) المرجع السابق ٣/ ٣٤٣.
(٩) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.