للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم يوما بارزا للنّاس فأتاه رجل فقال:

يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر» . قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال:

«الإسلام أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة وتؤتي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان» قال:

يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنّك تراه فإنّك إن لا تراه فإنّه يراك» فقال: يا رسول الله، متى السّاعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السّائل، ولكن سأحدّثك عن أشراطها. إذا ولدت الأمة ربّها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة الجفاة رؤوس النّاس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاة البهم «١» في البنيان فذلك من أشراطها في خمس لا يعلمهنّ إلّا الله ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان/ ٣٤) . ثمّ أدبر الرّجل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ردّوا عليّ الرّجل» فأخذوا ليردّوه فلم يروا شيئا. فقال: «هذا جبريل- عليه السّلام- جاء ليعلّم النّاس دينهم» ) * «٢» .

٧-* (عن البراء- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من بدا جفا «٣» » ) * «٤» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (الجفاء) معنى

٨-* (عن عائشة- رضي الله عنها- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم» ) * «٥» .

٩-* (عن عوف بن مالك بن الطّفيل- هو ابن الحارث وهو ابن أخي عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأمّها «أنّ عائشة حدّثت؛ أنّ عبد الله بن الزّبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة: والله لتنتهينّ عائشة أو لأحجرنّ عليها. فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم.

قالت: هو لله عليّ نذر أن لا أكلّم ابن الزّبير أبدا.

فاستشفع ابن الزّبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت:

لا. والله لا أشفّع فيه أبدا، ولا أتحنّث إلى نذري. فلمّا طال ذلك على ابن الزّبير كلّم المسور بن مخرمة وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث- وهما من بني زهرة- وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة؛ فإنّها لا يحلّ لها أن تنذر قطيعتي. فأقبل به المسور


(١) البهم- بفتح الباء وسكون الهاء: الصغير من أولاد الضأن والمعز وقال ثعلب: البهم صغار المعز وهذا التعبير كناية عن ثراء أشد الناس فقرا.
(٢) أحمد (٢/ ٤٢٦) وهذا لفظه، والبخاري- الفتح ٨ (٤٧٧٧) . وهو عند مسلم (٩) .
(٣) ومعناه: من خرج إلى البادية وسكنها غلظ طبعه.
(٤) أحمد (٢/ ٣٧١) واللفظ له. والترمذي (٢٢٥٦) وقال: حديث حسن صحيح غريب. والهيثمي في المجمع (٥/ ٢٥٤) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(٥) البخاري- الفتح ٨ (٤٥٢٣) واللفظ له. ومسلم (٢٦٦٨) .