للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكأنّما تسفّهم الملّ ولا يزال معك من الله ظهير «١» عليهم ما دمت على ذلك» ) * «٢» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله- عزّ وجلّ- قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة «٣» وفخرها بالآباء، مؤمن تقيّ، وفاجر شقيّ. أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام إنّما هم فحم من فحم جهنّم أو ليكوننّ أهون على الله من الجعلان الّتي تدفع بأنفها النّتن» ) * «٤» .

٧-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتّى إذا لم يبق عالم اتّخذ النّاس رؤوسا جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» ) * «٥» .

٨-* (عن الأسود بن خلف- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة» ) * «٦» .

٩-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال:

بلغنا مخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي أنا أصغرهما، أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رهم، إمّا قال بضعا وإمّا قال ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي قال: فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النّجاشيّ بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتّى قدمنا جميعا. قال: فوافقنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، أو قال: أعطانا منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا.

إلّا لمن شهد معه، إلّا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم. قال: فكان ناس من النّاس يقولون لنا يعني لأهل السّفينة: نحن سبقناكم بالهجرة. قال: فدخلت أسماء بنت عميس، وهي ممّن قدم معنا، على حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النّجاشيّ فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر:

الحبشيّة هذه؟ البحريّة هذه؟ فقالت أسماء: نعم.

فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم منكم. فغضبت، وقالت كلمة: كذبت يا عمر.


(١) المل: الرماد الحار، والظهير: المعين.
(٢) مسلم (٢٥٥٨) .
(٣) عبية الجاهلية: يعني الكبر. «النهاية» (٣/ ١٦٩) .
(٤) أبو داود (٥١١٦) واللفظ له وقال المنذري في المختصر: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح (٨/ ١٦) . والترمذي (٣٩٥٥) وقال: حسن، وقال الألباني: حسن (٤٢٦٩) - صحيح أبي داود. وقال محقق «جامع الأصول» (١٠/ ٦١٨) : إسناده حسن.
(٥) البخاري- الفتح ١ (١٠٠) واللفظ له. مسلم (٢٦٧٣) .
(٦) صحيح الجامع (١٩٩٠) واللفظ له. وعزاه للحاكم، والطبراني، من حديث خولة بنت حكيم وبعضه في المشكاة من حديث عائشة (٣/ ١٣٢٩) رقم (٤٦٩٢) وقال: إسناده جيد، وله شواهد من حديث خولة بنت حكيم عند الحاكم، ومن حديث يعلى عند ابن ماجه وأحمد بأسانيد صحيحة.