للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويجمع على خبثاء وخباث وخبثة، والأنثى منه خبيثة وجمعها خبيثات، والخبيث أيضا النّجس، والمخبث الّذي يعلّم النّاس الخبث، أو هو الّذي ينسب النّاس إلى الخبث أو المراد أنّ أعوانه وأصحابه خبثاء، ولذلك يقال: أخبث الرّجل أي اتّخذ أصحابا خبثاء. ويقال:

خبث الرّجل بالمرأة إذا زنى بها من باب قتل، والخابث الرّديء من كلّ شيء فاسد فيقال: هو خبيث الطّعم واللّون والفعل، ولذلك فإنّ كلّ حرام بحت خبيث كالزّنا والمال الحرام والدّم وما أشبهها ممّا حرّمه الله تعالى، كما يطلق أيضا على الشّيء الكريه الطّعم والرّائحة كالثّوم والبصل والكرّاث. والمراد بالخبائث في آية الأعراف: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ...

الأعراف/ ١٥٧) كلّ ما كانت تستقذره العرب ولا تأكله مثل الأفاعي والعقارب والبرصة والخنافس والورلان والفأر، فحرّم ربّنا عزّ وجلّ كلّ ما كانت تستقذره مع ما نصّ على تحريمه كالميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله عند الذّبح وأكل كلّ ذي ناب من السّباع وكلّ ذي مخلب من الطّير «١» .

[الخبث اصطلاحا:]

قال الجاحظ: الخبث: هو إضمار الشّرّ للغير وإظهار الخير له واستعمال الغيلة والمكر والخديعة في المعاملات «٢» .

وقال الكفويّ والمناويّ: الخبيث: ما يكره رداءة وخسّة محسوسا أو معقولا وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد والكذب في المقال، والقبح في الأفعال «٣» .

[مقتضيات الخبث:]

قال ابن الأثير- رحمه الله تعالى- في معنى حديث: نهى عن كلّ دواء خبيث- وخبثه من جهتين:

إحداهما: النّجاسة، وهو الحرام كالخمر والأرواث والأبوال، كلّها نجسة خبيثة، وتناولها حرام إلّا ما خصّته السّنّة من أبوال الإبل عند بعضهم وروث ما يؤكل لحمه عند آخرين.

الجهة الثّانية: من طريق الطّعم والمذاق، ولا ينكر أن يكون نهي عن ذلك لما فيه من المشقّة على الطّباع وكراهية النّفوس لها، ومن هذه الجهة نهي عن أكل البصل والثّوم وسمّاهما خبيثتين فقال صلّى الله عليه وسلّم: «من أكل من هذه الشّجرة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا» .

وهو يريد الثّوم والبصل والكرّاث فخبثها من جهة رائحتها وطعمها، وإلّا فهي طاهرة «٤» .

من معاني الخبيث والطّيّب في القرآن الكريم:

قال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-: ذكر أهل التّفسير أنّ الخبيث والطّيّب في القرآن على ثلاثة أوجه:


(١) لسان العرب (٢/ ١٠٨٧- ١٠٩٠) . والصحاح (١/ ٢٨١) ، وتاج العروس (٣/ ٢٠٣) ، والمصباح المنير (١٦٢) ، ومقايس اللغة (٢/ ٢٣٨) والمفردات للراغب (١٣١) .
(٢) تهذيب الأخلاق (٣٣) .
(٣) التوقيف على مهمات التعاريف لابن المناوي (١٥٢) ، والكليات للكفوي (٤٢٨) .
(٤) النهاية في غريب الحديث (٢/ ٤، ٥) وما بعدها (بتصرف) .