للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب عن ابن عمر وابن عبّاس) * «١» .

٢٥-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من ولدت له ابنة فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها- يعني الذّكر- أدخله الله بها الجنّة» ) * «٢» .

٢٦-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: ومن قلّة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن» فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حبّ الدّنيا، وكراهية الموت» ) * «٣» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الذل)

١-* (عن طارق قال: خرج عمر إلى الشّام- ومعنا أبو عبيدة- فأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفّيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أأنت تخلع خفّيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرّني أنّ أهل البلد استشرفوك. فقال عمر: أوّه لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

إنّا كنّا أذلّ قوم فأعزّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزّ بغير ما أعزّنا الله به أذلّنا الله» ) * «٤» .

٢-* (عن أبي فراس النّهديّ قال: خطب عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- فقال: يا أيّها النّاس، ألا إنّا إنّما كنّا نعرفكم إذ بين ظهرينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبّئنا الله من أخباركم ألا وإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنّما نعرفكم بما نقول لكم: من أظهر منكم خيرا ظننّا به خيرا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرّا ظننّا به شرّا وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربّكم، ألا إنّه قد أتى عليّ حين وأنا أحسب أنّ من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيّل إليّ بآخرة ألا إنّ رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند النّاس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم، ألا إنّي والله ما أرسل عمّالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلّموكم دينكم وسنّتكم، فمن


(١) أبو داود (٥١١٦) وقال الألباني (٣/ ٩٦٤) : حسن، وفي صحيح سنن الترمذي (٤٢٣٣) ، والترمذي (٣٩٥٥) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن غريب. وحسّنه الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (١٠/ ٦١٨) .
(٢) أحمد (١/ ٢٢٣) وقال الشيخ أحمد شاكر (٤/ ٢٩٤) : إسناده حسن.
(٣) أبو داود (٤٢٩٧) ، أحمد (٥/ ٢٧٨) وقال مخرج جامع الأصول: سند حديث أحمد قوي (١٠/ ٢٨) ، وقال الألباني (٣/ ٨١٠) : صحيح.
(٤) الحاكم في المستدرك (١/ ٦٢) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لاحتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي وسائر رواته ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.