للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذنّ إلّا مثلا بمثل» ) * «١» .

٢٧-* (عن أبي سعيد- رضي الله عنه- قال:

كنّا نرزق تمر الجمع على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهو الخلط «٢» من التّمر. فكنّا نبيع صاعين بصاع. فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «لا صاعي تمر بصاع «٣» ، ولا صاعي حنطة بصاع. ولا درهم بدرهمين» ) * «٤» .

٢٨-* (عن عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تبيعوا الدّينار بالدّينارين، ولا الدّرهم بالدّرهمين» ) * «٥» .

٢٩-* (عن أبي بكرة- رضي الله عنه- قال:

نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الفضّة بالفضّة، والذّهب بالذّهب، إلّا سواء بسواء، وأمرنا أن نشتري الفضّة بالذّهب كيف شئنا، ونشتري الذّهب بالفضّة كيف شئنا. قال: فسأله رجل فقال: يدا بيد؟ فقال: هكذا سمعت) * «٦» .

٣٠-* (عن عطاء بن يسار- رحمه الله- قال: إنّ معاوية بن أبي سفيان باع سقاية «٧» من ذهب، أو ورق، بأكثر من وزنها، فقال أبو الدّرداء: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهى عن مثل هذا إلّا مثلا بمثل، فقال له معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسا. فقال أبو الدّرداء:

من يعذرني «٨» من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- وهو يخبرني عن رأيه؟ - لا أساكنك بأرض أنت فيها، ثمّ قدم أبو الدّرداء على عمر بن الخطّاب فذكر له ذلك، فكتب عمر بن الخطّاب إلى معاوية: أن لا تبع ذلك إلّا مثلا بمثل، وزنا بوزن) * «٩» .

٣١-* (عن معمر بن عبد الله أنّه أرسل غلامه بصاع قمح فقال: بعه، ثمّ اشتر به شعيرا. فذهب الغلام فأخذ صاعا وزيادة بعض صاع. فلّما جاء معمرا أخبره بذلك. فقال له معمر: لم فعلت ذلك؟

انطلق فردّه. ولا تأخذنّ إلّا مثلا بمثل. فإنّي كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الطّعام بالطّعام مثلا بمثل» قال: وكان طعامنا يومئذ الشّعير. قيل له: فإنّه ليس بمثله. قال: إنّي أخاف أن يضارع «١٠» » ) * «١١» .


(١) مسلم (١٥٩١) .
(٢) الخلط من التمر: أي المجموع من أنواع مختلفة، وإنما خلط لرداءته.
(٣) لا صاعي تمر بصاع: أي لا يحل بيع صاعين من تمر بصاع منه.
(٤) البخاري- الفتح (٤/ ٢٠٨٠١٠ ومسلم (١٥٩٥) واللفظ له.
(٥) مسلم (١٥٨٥) .
(٦) البخاري- الفتح ٤ (٢١٨٤) ، ومسلم (١٥٩٠) واللفظ له.
(٧) سقاية: السقاية: إناء يشرب فيه.
(٨) يعذرني: يقال: من يعذرني من فلان، أي: من يقوم بعذري إن كافأته على صنيعه.
(٩) أخرجه الموطأ (٢/ ٤٩٢) ، وأخرج النسائي منه إلى قوله: «مثلا بمثل (٧/ ٢٧٩) ، وقال محقق جامع الأصول (١/ ٥٦٠) : إسناده صحيح.
(١٠) يضارع: أي يشابه ويشارك. ومعناه أخاف أن يكون في معنى المماثل، فيكون له حكمه في تحريم الربا.
(١١) مسلم (١٥٩٢) .