للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سوء الظن]

[السوء لغة: (انظر سوء المعاملة) .]

أمّا الظّنّ فهو الاعتقاد الرّاجح مع احتمال النّقيض «١» .

والظّنين: الرّجل المتّهم، والظّنّة: التّهمة.

والجمع: الظّنن.

والظّنون: الرّجل السّيّىء الظّنّ. وقيل السّيّىء الظّنّ بكلّ أحد، وقيل: هو قليل الخير.

وفي الحديث: «إيّاكم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث» أراد الشّكّ يعرض لك في الشّيء فتحقّقه وتحكم به وقيل: أراد إيّاكم وسوء الظّنّ «٢» .

سوء الظّنّ اصطلاحا:

لم تعرّف كتب المصطلحات الّتي وقفنا عليها- سوء الظّنّ ضمن ما أوردته من مصطلحات، بيد أنّنا نستطيع ذلك في ضوء ما ذكروه عن السّوء والظّنّ فنقول:

سوء الظّنّ هو: اعتقاد جانب الشّرّ وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمل الأمرين معا.

[سوء الظن من الكبائر الباطنة:]

عدّ الإمام ابن حجر سوء الظّنّ بالمسلم من

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٣٣/ ١٩/ ١٣

الكبائر الباطنة. وذكر أنّه (الكبيرة الحادية والثّلاثون) ، وقال: وهذه الكبائر ممّا يجب على المكلّف معرفتها ليعالج زوالها لأنّ من كان في قلبه مرض منها لم يلق الله- والعياذ بالله- بقلب سليم، وهذه الكبائر يذمّ العبد عليها أعظم ممّا يذمّ على الزّنا والسّرقة وشرب الخمر ونحوها من كبائر البدن وذلك لعظم مفسدتها، وسوء أثرها ودوامه إذ إنّ آثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالا وهيئة راسخة في القلب، بخلاف آثار معاصي الجوارح فإنّها سريعة الزّوال، تزول بالتّوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ونقل عن ابن النّجّار قوله: «من أساء بأخيه الظّنّ فقد أساء بربّه» ، إنّ الله تعالى يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ (الحجرات/ ١٢) «٣» .

[أقسام سوء الظن:]

وقد قسّم سوء الظّنّ إلى قسمين كلاهما من الكبائر وهما:

١- سوء الظّنّ بالله، قال: وهو أبلغ في الذّنب من اليأس والقنوط (وكلاهما كبيرة) وذلك لأنّه يأس وقنوط وزيادة، لتجويزه على الله تعالى أشياء لا


(١) انظر معنى الظن بتوسع أكبر في صفة حسن الظن ج ٥ ص ١٥٩٦ وما بعدها من هذه الموسوعة.
(٢) انظر: الصحاح للجوهري (٦/ ٢٢٦٠) ، والتعريفات للجرجاني (١٤) ، ولسان العرب (١٣/ ٢٧٢)
(٣) الزواجر (١٠٦) .