للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شطبة «١» ويشبعه ذراع الجفرة «٢» . بنت أبي زرع. فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع. فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا «٣» ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «٤» . ولا تملأ بيتنا تعشيشا. قالت: خرج أبو زرع- والأوطاب تمخض- فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا، وأخذ خطّيّا، وأراح عليّ نعما ثريا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، وقال: كلي أمّ زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كلّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع» ) * «٥» .

١٥-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والنّاس معه، فقام قياما طويلا، نحوا من سورة البقرة، ثمّ ركع ركوعا طويلا، ثمّ رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع ركوعا طويلا وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع، ثمّ سجد، ثمّ قام، فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع ركوعا طويلا وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع ركوعا طويلا وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع، ثمّ سجد، ثمّ انصرف وقد تجلّت الشّمس فقال: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته. فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله» قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثمّ رأيناك تكعكعت، فقال: «إنّي رأيت الجنّة أو أريت الجنّة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدّنيا. ورأيت النّار فلم أر كاليوم منظرا قطّ، ورأيت أكثر أهلها النّساء» . قالوا: لم يا رسول الله؟

قال: «بكفرهنّ» . قيل: يكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان. لو أحسنت إلى إحداهنّ الدّهر ثمّ رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قطّ» ) * «٦» .

١٦-* (عن المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذرّ الغفاريّ- رضي الله عنه- وعليه حلّة وعلى غلامه حلّة فسألناه عن ذلك فقال: إنّي ساببت رجلا فشكاني إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أعيّرته بأمّه؟» ثمّ


(١) مضجعه كمسل شطبة: مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم كالشطبة وهو مما يمدح به الرجل. والشطبة ما شطب من جريد النخل، أي شق. وهي السعفة.
(٢) وتشبعه ذراع الجفرة: الذراع مؤنثة وقد تذكر. والجفرة الأنثى من أولاد المعز. وقيل من الضأن. وهي ما بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها. والذكر جفر. لأنه جفر جنباه، أي عظما. والمراد أنه قليل الأكل. والعرب تمدح به.
(٣) لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله.
(٤) ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(٥) البخاري- الفتح ٩ (٥١٨٩) ، ومسلم (٢٤٤٨) واللفظ له.
(٦) البخاري- الفتح ٩ (٥١٩٧) واللفظ له، ومسلم (٩٠١) .