للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كهيئة المتوضّىء ويقول: الحمد لله الّذي جعل الإسلام نورا، والماء طهورا» ) * «١» .

٢٣-* (قال شهاب الدّين بن محمّد الأبشيهيّ: «ممّن ترك الخمر في الجاهليّة عبد الله بن جدعان، وكان جوادا من سادات قريش وذلك أنّه شرب مع أميّة بن أبي الصّلت الثّقفيّ فضربه على عينه فأصبحت عين أميّة مخضرّة يخاف عليها الذّهاب.

فقال له عبد الله: ما بال عينك؟ فسكت فألحّ عليه فقال: ألست ضاربها بالأمس فقال: أو بلغ منّي الشّراب ما أبلغ معه إلى هذا؟، لا أشربها بعد اليوم، ثمّ دفع له عشرة آلاف درهم، وقال: الخمر عليّ حرام، لا أذوقها بعد اليوم أبدا، وممّن حرّمها في الجاهليّة أيضا قيس بن عاصم. وذلك أنّه سكر ذات ليلة فقام لابنته أو لأخته فهربت منه فلمّا أصبح سأل عنها فقيل له: أو ما علمت ما صنعت البارحة؟ فأخبر القصّة فحرّم الخمر على نفسه. وحدث له مرّة أخرى أن سكر فجعل يتناول القمر ويقول: والله لا أبرح حتّى أنزله ثمّ يثب الوثبة بعد الوثبة ويقع على وجهه، فلمّا أصبح وأفاق قال: ما لي هكذا، فأخبروه بالقصّة فقال: والله لا أشربها أبدا، ومن هؤلاء العبّاس بن مرداس وقد قيل له: لم تركت شرب الخمر وهو يزيد في سماحتك؟ فقال:

أكره أن أصبح سيّد قومي وأمسي سفيههم) * «٢» .

٢٤-* (قال الصّفديّ- رحمه الله تعالى-:

دع الخمر فالرّاحات في ترك راحها ... وفي كأسها للمرء كسوة عار

وكم ألبست نفس الفتى بعد نورها ... مدارع قار في مدار عقار

وفي نفس الموضع قال الأبشيهيّ- رحمه الله تعالى-: «استلقى سكران على طريق فجاء كلب فلحس شفتيه فقال: خدمك بنوك ولا عدموك، فبال على وجهه فقال: وماء حارّ أيضا بارك الله فيك» ) * «٣» .

٢٥-* (قال ابن تيميّة- رحمه الله تعالى-:

«إنّ الحشيشة المصنوعة من ورق القنّب حرام، يجلد صاحبها كما يجلد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنّها تفسد العقل والمزاج حتّى يصير في الرّجل تخنّث ودياثة وغير ذلك من الفساد، والخمر أخبث من جهة أنّها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة وكلاهما يصدّ عن ذكر الله تعالى وعن الصّلاة» ) * «٤» .

٢٦-* (قال حكيم: «إيّاك وإخوان النّبيذ، فبينما أنت متوّج عندهم مخدوم مكرّم معظّم إذ زلّت بك القدم فجرّوك على شوك السّلم فاحفظ قول القائل فيه:

وكلّ أناس يحفظون حريمهم ... وليس لأصحاب النّبيذ حريم


(١) الدلائل الواضحات على تحريم المسكرات، للتويجري (٨٨) .
(٢) المستطرف في كل فن مستظرف (٤٧٠) .
(٣) المرجع السابق (٤٧١) .
(٤) رسالة فتاوي الخمر والمخدرات لشيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وإعداد أحمد حرك (٢٠) .