للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأصبهانيّ في كتابه «دلائل النّبوّة» . والإمام البيهقيّ في كتابه «دلائل النّبوّة» . والإمام القاضي عياض في كتابه «الشّفا بتعريف حقوق المصطفى» . والإمام النّوويّ في كتابه «تهذيب الأسماء واللّغات» ، والإمام ابن الجوزيّ في كتابه «الوفا بأحوال المصطفى» . والإمام ابن كثير في كتابيه «البداية والنّهاية» و «الفصول في سيرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم» ... وغير ذلك.

بالإضافة إلى ما ورد مفرّقا على أبواب مختلفة بمناسبات شتّى في مدوّنات الحديث والتّفسير والسّير وغيرها من دواوين الإسلام.

[فوائد معرفة الخصائص:]

فمن ذلك الوقوف على ما انفرد به نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم عن غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصّلاة والسّلام وما أكرمه الله به من المنح والهبات تشريفا له وتعظيما وتكريما ممّا يدلّ على جليل منزلته عند ربّه.

فمعرفة ذلك تجعل المسلم يزداد إيمانا مع إيمانه ومحبّة وتبجيلا لنبيّه وشوقا له ويقينا به. وتدعو غير المسلم لدراسة أحوال هذا النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم ومن ثمّ الإيمان والتّصديق به وبما جاء به إن كان من المنصفين.

ويضمّ إلى ذلك فوائد ذكر ما اختصّ به عن أمّته من الأحكام. فمنها: تمييز تلك الخصائص ومعرفتها وثمرة ذلك بيان تفرّده واختصاصه بها وأنّ غيره ليس له أن يتأسّى به فيها. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عند ذكره لفوائد حديث «نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الوصال» قالوا: «إنّك تواصل ... » قال فيه ثبوت خصائصه صلّى الله عليه وسلّم وأنّ عموم قوله تعالى لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ «١» مخصوص «٢» .

[بم تثبت الخصائص؟]

نصّ جمع من أهل العلم أنّ الخصائص لا تثبت إلّا بدليل صحيح «٣» . وتمشّيا مع هذه القاعدة فقد تركنا كثيرا ممّا ذكره بعض أهل العلم وتساهلوا في إيراده على أنّه ممّا اختصّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الأنبياء والمرسلين- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- أو اختصّ به عن أمّته ولم يقم على ذلك دليل صحيح، واكتفينا بانتقاء طائفة عطرة من هذه الخصائص ممّا ساندها الدّليل الشّرعيّ الصّحيح.


(١) سورة الأحزاب: آية (٢١) .
(٢) فتح الباري (٤/ ٢٤٢) .
(٣) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (١/ ٣٨٦) نقلا عن العراقي.