للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتعجّل كلّ نبيّ دعوته، وإنّي اختبأت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة فهي نائلة- إن شاء الله- من مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئا» ) * «١» .

٥٣-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: لمّا نزلت هذه الآية الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ (الأنعام/ ١٢) شقّ ذلك على أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه ليس بذلك، ألا تسمعون إلى قول لقمان إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان/ ١٣) » ) * «٢» .

٥٤-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال لمن قال له إنّ رجلا قدم علينا يكذّب بالقدر فقال: دلّوني عليه، وهو يومئذ قد عمي، قالوا: وما تصنع به يا أبا عبّاس، قال: والّذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضّنّ أنفه حتّى أقطعه، ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقّنّها؛ فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كأنّي بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهنّ مشركات، هذا أوّل شرك هذه الأمّة، والّذي نفسي بيده لينتهينّ بهم سوء رأيهم حتّى يخرجوا الله من أن يكون قدّر خيرا كما أخرجوه من أن يكون قدّر شرّا) * «٣» .

٥٥-* (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من عبد يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويجتنب الكبائر إلّا دخل الجنّة» ، فسألوه ما الكبائر؟

فقال: الإشراك بالله، والفرار من الزّحف، وقتل النّفس» ) * «٤» .

٥٦-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النّار» . وقلت أنا: ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة» ) * «٥» .

٥٧-* (عن عمر- رضي الله عنه- قال:

قلت: لا وأبي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مه، إنّه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» ) * «٦» .

٥٨-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله- عزّ وجلّ-. إنّه يشرك به، ويجعل له الولد، ثمّ هو يعافيهم ويرزقهم» ) * «٧» .

٥٩-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا يذهب اللّيل والنّهار حتّى تعبد اللّات والعزّى: فقلت: يا رسول الله، إن


(١) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤٧٤) ، ومسلم (١٩٩) . واللفظ له وخرجاه من حديث أنس بن مالك.
(٢) البخاري- الفتح ١٢ (٦٩١٨) واللفظ له، ومسلم (١٢٤)
(٣) أحمد (١/ ٣٣٠) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن على الأقل (٥/ ٢١، ٢٢) ، وذكره الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٠٤) .
(٤) ابن منده في كتاب الإيمان (٢/ ٥٧٣ حديث (١٧٩) ، وقال هذا إسناد صحيح لم يخرجوه وكذا قال مخرجه د. علي بن محمد بن نصر الفقيهي.
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١٢٣٨) ، ومسلم (٩٢) متفق عليه.
(٦) أبو داود (٣٢٤٩) ، أحمد (١/ ٤٧) وقال شاكر: إسناده صحيح (١/ ٢٩٨) رقم (٣٢٩) واللفظ له، والحاكم (١/ ١٨) من طريق ابن عمر وقال: صحيح ووافقه الذهبي.
(٧) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٩٩) ، مسلم (٢٨٠٤) واللفظ له.