للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (شهادة الزور)

١-* (عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن قال:

قدم رجل من العراق على عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- فقال: جئتك لأمر ما له رأس ولا ذنب، فقال عمر: وما ذاك؟ قال: شهادة الزّور ظهرت بأرضنا، قال: وقد كان ذلك؟ قال: نعم، فقال عمر بن الخطّاب: والله لا يؤسر «١» رجل في الإسلام بغير العدول) * «٢» .

٢-* (قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- تعدل شهادة الزّور بالشّرك وقرأ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ «٣» .

٣-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ يعني: الافتراء على الله والتّكذيب) * «٤» .

٤-* (قال ابن جرير الطّبريّ في قوله تعالى وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ واتّقوا قول الكذب والفرية على الله بقولكم في الآلهة: ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى (الزمر/ ٣) وقولكم للملائكة هي بنات الله ونحو ذلك من القول، فإنّ ذلك كذب وزور وشرك) * «٥» .

٥-* (قال ابن كثير- رحمه الله- وقوله فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ «من» ههنا لبيان الجنس أي اجتنبوا الرّجس الّذي هو الأوثان، وقرن الشّرك بالله بقول الزّور كقوله: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (الأعراف/ ٣٣) ومنه شهادة الزّور) * «٦» .

[من مضار (شهادة الزور)]

(١) سبب لسخط الجبّار ودخول النّار.

(٢) فيها ضياع حقوق النّاس وظلمهم.

(٣) تطمس معالم العدل والإنصاف.

(٤) تعين الظّالم على ظلمه، وتعطي الحقّ لغير مستحقّه.

(٥) تقويض لأركان الأمن وزعزعة للاستقرار.

(٦) سبب لزرع الأحقاد والضّغائن في القلوب.

(٧) فساد اجتماعي يعصف بالمجتمع ويدمّره.


(١) لا يؤسر: أي لا يحبس.
(٢) أخرجه مالك/ الموطأ في الأقضية (٢/ ٥٥٤) .
(٣) جامع البيان (١٧/ ١١٢) .
(٤) المرجع السابق نفسه.
(٥) المرجع السابق نفسه.
(٦) تفسير ابن كثير (٣/ ٢٢٩) .