للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (صغر الهمة) معنى

١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ رهطا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انطلقوا في سفرة سافروها حتّى نزلوا في حيّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيّفوهم. فلدغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكلّ شيء، لا ينفعه شيء. فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرّهط الّذين قد نزلوا بكم لعلّه أن يكون عند بعضهم شيء. فأتوهم فقالوا: يا أيّها الرّهط، إنّ سيّدنا لدغ، فسعينا له بكلّ شيء، لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إنّي لراق، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيّفونا فما أنا براق لكم حتّى تجعلوا لنا جعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم. فانطلق فجعل يتفل ويقرأ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* حتّى لكأنّما نشط من عقال، فانطلق يمشي ما به قلبة «١» قال: فأوفوهم جعلهم الّذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا. فقال الّذي رقى: لا تفعلوا حتّى نأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنذكر له الّذي كان فننظر ما يأمرنا. فقدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنّها رقية؟ أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم» ) * «٢» .

٢-* (عن عمر- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة «٣» .

وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلّا لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم» ) * «٤» .

٣-* (عن بريدة- رضي الله عنه- قال:

جاءت فتاة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إنّ أبي زوّجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته. قال: فجعل الأمر إليها.

فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن تعلم النّساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء) * «٥» .

٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لعن الله السّارق. يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده» ) * «٦» .

٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمن غرّ «٧» كريم، والفاجر خبّ «٨» لئيم» ) * «٩» .

٦-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله


(١) ما به قلبة: أى ما به من ألم يقلب لأجله على الفراش.
(٢) البخاري- الفتح ١٠ (٥٧٤٩) واللفظ له، ومسلم (٢٢٠١) .
(٣) بالعينة: أي تبايعتم بالسلف.
(٤) أبو داود (٣٤٦٢) ، وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٧٦٥) : صحيح.
(٥) ابن ماجة (١٨٧٤) . وفي الزوائد: إسناده صحيح.
(٦) البخاري. الفتح ١٢ (٦٧٨٣) ، ومسلم (١٦٨٧) .
(٧) الغرّ: الذي لم يجرب الأمور، وإنما جعل المؤمن غرّا نسبة له، إلى سلامة الصدر، وحسن الباطن والظن في الناس، فكأنه لم يجرب بواطن الأمور.
(٨) الخبّ: الخدّاع المكار الخبيث.
(٩) الترمذي (١٩٦٤) ، وأبو داود (٤٧٩٠) ، وحسنه الألباني (١٥٩٩) ، وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٧٠١) : حديث حسن.