للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النّور اهتدى، ومن أخطأه ضلّ فلذلك أقول: جفّ القلم على علم الله» ) * «١» .

٧-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله زوى لي الأرض أو قال- إنّ ربّي زوى «٢» لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمّتى سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض «٣» ، وإنّي سألت ربّي لأمّتى أن لا يهلكها بسنة بعامّة، ولا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم «٤» وإنّ ربّي قال لي: يا محمّد، إنّي إذا قضيت قضاء فإنّه لا يردّ، ولا أهلكهم بسنة بعامّة، ولا أسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، لو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال بأقطارها-، حتّى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتّى يكون بعضهم يسبي بعضا، وإنّما أخاف على أمّتى الأئمّة المضلّين، وإذا وضع السّيف في أمّتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين، وحتّى تعبد قبائل من أمّتي الأوثان، وإنّه سيكون في أمّتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنّه نبيّ، وأنا خاتم النّبيّين- لا نبيّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ- قال ابن عيسى:

«ظاهرين» ثمّ اتّفقا- لا يضرّهم من خالفهم حتّي يأتي أمر الله» ) * «٥» .

٨-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

«إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتّى إذا لم يبق عالما اتّخذ النّاس رءوسا جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» ) * «٦» .

٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» ) * «٧» .

١٠-* (عن عبد الله بن زيد- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا فتح حنينا قسم الغنائم. فأعطى المؤلّفة قلوبهم. فبلغه أنّ الأنصار يحبّون أن يصيبوا ما أصاب النّاس. فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخطبهم. فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلّالا، فهداكم الله بي؟ وعالة «٨» فأغناكم الله بي؟


(١) أخرجه الترمذي (٥/ ٢٦٤٢) وقال: هذا حديث حسن، والهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٩٣) وقال: رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما ثقات. ورواه البزار والطبراني وابن حبان.
(٢) زوى: أي جمع.
(٣) الكنزين الأحمر والأبيض: الذهب والفضة.
(٤) فيستبيح بيضتهم: أي جماعتهم وأصلهم.
(٥) مسلم (٢٨٨٩) ، الترمذي (٢١٧٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح، أبو داود (٤٢٥٢) واللفظ له، وقال الألباني في صحيح أبي داود (٣/ ٨٠١) : صحيح.
(٦) البخاري- الفتح ١ (١٠٠) واللفظ له ومسلم ٤ (٢٦٧٣) .
(٧) مسلم (٢٦٧٤) .
(٨) عالة: أي فقراء.