للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (طول الأمل) معنى

٧-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمنكبي فقال: «كن في الدّنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل» . وكان ابن عمر يقول:

«إذا أمسيت فلا تنتظر الصّباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء. وخذ من صحّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك» ) * «١» .

٨-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك. وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك «٢» وحياتك قبل موتك» ) * «٣» .

٩-* (عن أنس- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ بمجلس وهم يضحكون، فقال: «أكثروا من ذكر هاذم اللّذّات- أحسبه قال- فإنّه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلّا وسّعه، ولا في سعة إلّا ضيّقه عليه» ) * «٤» .

١٠-* (وعن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه- قال: مات رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فجعل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يثنون عليه، ويذكرون من عبادته ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم ساكت، فلمّا سكتوا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل كان يكثر ذكر الموت؟» قالوا: لا. قال: «فهل كان يدع كثيرا ممّا يشتهي؟» قالوا: لا. قال: «ما بلغ صاحبكم كثيرا ممّا تذهبون إليه» ) * «٥» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أحبّ لقاء الله، أحبّ الله لقاءه. ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه» قال فأتيت عائشة فقلت: يا أمّ المؤمنين، سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثا. إن كان كذلك فقد هلكنا.

فقالت: إنّ الهالك من هلك. بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وما


(١) البخاري- الفتح ١١ (٦٤١٦) .
(٢) شغلك: بفتح الشين وضمها. قال المناوي: أي فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أول منازلها القبر.
(٣) الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٠٦) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره المنذري في الترغيب (٤/ ٢٥١) وعزاه الى الحاكم في المستدرك. الترمذي (٢٣٣٣) نحوه عن ابن عمر.
(٤) المنذري في الترغيب (٤/ ٢٣٦) وقال: رواه ابن حبان في صحيحه، ورواه البزار باسناد حسن والبيهقي باختصار، في باب الترهيب من الظلم حديث أبي ذر، وفيه: قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى عليه السلام؟ قال: «كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح. عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك. عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب. عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن اليها. وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل» .
(٥) المنذري في الترغيب (٤/ ٢٣٩) وقال: رواه الطبراني باسناد حسن، ورواه البزار من حديث أنس قال: ذكر عند النبي صلّى الله عليه وسلّم رجل بعبادة واجتهاد فقال: «كيف ذكر صاحبكم للموت؟» قالوا: ما نسمعه يذكره. قال: «ليس صاحبكم هناك» .