للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الطيش]

[الطيش لغة:]

الطّيش مصدر قولهم: طاش الشّيء يطيش، وهو مأخوذ من مادّة (ط ي ش) الّتي تدلّ على الخفّة ومن ذلك طاش السّهم عن الهدف إذا لم يصبه، كأنّه خفّ وطاش وطار، وقيل معناه: عدل (عن الغرض) ولم يقصد للرّميّة، وأطاشه الرّامي، والطّيش أيضا:

النّزق.

وقال اللّيث: الطّيش: خفّة العقل، والوصف من ذلك طائش من قوم طاشة، وطيّاش من قوم طيّاشة. وقال بعضهم: طيش العقل: ذهابه حتّى يجهل صاحبه ما يحاول، وطيش الحلم خفّته، وطيش السّهم:

جوره عن سننه، وفي حديث الحساب «فطاشت السّجلّات وثقلت البطاقة» أي خفّت وطارت، وفي حديث عمر بن أبي سلمة: «كانت يدي تطيش في الصّحفة» ، معناه: تخفّ وتتناول (الطّعام) من كلّ جانب، وفي حديث ابن شبرمة، وسئل عن السّكر فقال: «إذا طاشت رجلاه واختلط كلامه» «١» .

[الطيش اصطلاحا:]

الطّيش مثل السّفه، وهو سرعة الغضب من

الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

٣/ ٥

يسير الأمور، والمبادرة بالطّيش، والإيقاع بالمؤذى، والسّرف في العقوبة، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسّبّ الفاحش «٢» .

وقيل: هو استعمال القوّة الفكريّة فيما لا ينبغي، وكما لا ينبغي «٣» .

[حكم الطيش:]

قال الجاحظ: وهذا الخلق مستقبح من كلّ أحد إلّا أنّه من الملوك والرّؤساء أقبح، وعلى هذا فإذا ترتّب على الطّيش محرّم كان محرّما، وإذا ترتّب عليه مكروه كان مكروها، وهو على كلّ حال مستقبح وفي كلّ وقت مسترذل، فكم من طائش قول أو فعل أهلك صاحبه وحرمه النّجاة وألقى به في عداد الظّلمة الفسقة.

[للاستزادة: انظر صفات: الحمق- اتباع الهوى- السفاهة- العجلة- شرب الخمر. اللهو واللعب- التهاون.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: التأني- الحلم- الرفق- مجاهدة النفس- محاسبة النفس- الوقار] .


(١) مقاييس اللغة (٣/ ٤٣٧) ، الصحاح (٣/ ١٠٠٩) ، وتهذيب اللغة (١١/ ٣٩٢) ، النهاية لابن الأثير (٣/ ١٥٣) ، واللسان (٤/ ٢٧٣٩) ط. دار المعارف.
(٢) انظر تهذيب الأخلاق للجاحظ (٩٠) بتصرف.
(٣) المرجع السابق (٣٧) .