للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨-* (عن أبيّ بن كعب؛ أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «قام موسى- عليه السّلام- خطيبا في بني إسرائيل) . فسئل: أيّ النّاس أعلم؟

فقال: أنا أعلم. قال فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه ... الحديث ... إلى أن قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يرحم الله موسى، لوددت أنّه كان صبر حتّى قصّ علينا من أخبارهما» قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «كانت الأولى من موسى نسيانا» . قال: «وجاء عصفور حتّى وقع على حرف السّفينة. ثمّ نقر في البحر. فقال له الخضر:

ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلّا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر» .

قال سعيد بن جبير: وكان يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كلّ سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأمّا الغلام فكان كافرا) * «١» .

٩-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أنّه جاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الّذي تحدّث به؟ تقول: إنّ السّاعة تقوم إلى كذا وكذا. فقال:

سبحان الله! أو لا إله إلّا الله، أو كلمة نحوها، لقد هممت أن لا أحدّث أحدا شيئا أبدا، إنّما قلت: إنّكم سترون بعد قليل أمرا عظيما. يحرق البيت، ويكون، ويكون. ثمّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يخرج الدجّال في أمّتي فيمكث أربعين (لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما) . فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنّه عروة بن مسعود. فيطلبه فيهلكه ثمّ يمكث النّاس سبع سنين. ليس بين اثنين عداوة. ثمّ يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم. فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرّة من خير أو إيمان إلّا قبضتة.

حتّى لو أنّ أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتّى تقبضه» . قال: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال «فيبقى شرار النّاس في خفّة الطّير وأحلام السّباع. لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا. فيتمثّل لهم الشّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان. وهم في ذلك دارّ رزقهم، حسن عيشهم. ثمّ ينفخ في الصّور. فلا يسمعه أحد إلّا أصغى ليتا ورفع ليتا «٢» . قال: وأوّل من يسمعه رجل يلوط حوض إبله «٣» . قال فيصعق، ويصعق النّاس.

ثمّ يرسل الله- أو قال ينزل الله- مطرا كأنّه الطّلّ أو الظّلّ «٤» فتنبت منه أجساد النّاس. ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثمّ يقال: يأيّها النّاس! هلمّ إلى ربّكم. وقفوهم إنّهم مسؤولون. قال: ثمّ يقال:

أخرجوا بعث النّار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كلّ ألف، تسعمائه وتسعة وتسعين. قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا. وذلك يوم يكشف عن ساق» ) * «٥» .


(١) البخاري- الفتح ٨ (٤٧٢٥) . ومسلم (٢٣٨٠) واللفظ له.
(٢) أصغى ليتا ورفع ليتا: الليت صفحة العنق وأصغى: أمال، والمراد أن من يسمع نفخة الصور يميل صفحة من عنقه ويرفع الأخرى. وهذا كناية عن الضعف والاستسلام.
(٣) يلوط حوض إبله: يطليه بالطين ويصلحه به.
(٤) كأنه الطل أو الظل: الطلّ: المطر الخفيف والظل هو عدم ضوء الشمس. وتشبيه المطر بالطل لإفادة القلة وتشبيه بالظل للإفادة بكثافته وشموله.
(٥) مسلم (٢٩٤٠) .