للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: «إنّه سيكون في هذه الأمّة قوم يعتدون في الطهور والدّعاء» ) * «١» .

٥-* (عن صفوان بن عسّال- رضي الله عنه- قال: إنّ يهوديّين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ نسأله، فقال: لا تقل نبيّ فإنّه إن سمعها تقول نبيّ كانت له أربعة أعين، فأتيا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فسألاه عن قول الله- عزّ وجلّ-: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ (الإسراء/ ١٠١) فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفرّوا من الزّحف، وعليكم يا معشر اليهود خاصّة: لا تعدوا في السّبت» . فقبّلا يديه ورجليه، وقالا: نشهد أنّك نبيّ، قال: «فما يمنعكما أن تسلما؟» قالا: إنّ داود دعا الله أن لا يزال في ذرّيّته نبيّ وإنّا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود) * «٢» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أرأيت يا رسول الله إن عدي على مالي؟ قال: «فانشد بالله» قال: فإن أبوا عليّ؟. قال: «فانشد بالله» قال: فإن أبوا عليّ؟.

قال: «فانشد بالله» قال: فإن أبوا عليّ؟. قال: «فقاتل فإن قتلت ففي الجنّة وإن قتلت ففي النّار» ) * «٣» .

٧-* (عن سالم بن أبي أميّة (أبي النّضر) رضي الله عنهما- قال: جلس إليّ شيخ من بني تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة في يده، وذاك في زمن الحجّاج، فقال لي: يا عبد الله ترى هذا الكتاب مغنيا عنّا شيئا عند هذا (السّلطان) قال: قلت: وما هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتبه لنا أن لا يتعدّى علينا في صدقاتنا. قال: قلت لا والله ما أظنّ أن يغني عنك شيئا. وكيف كان هذا الكتاب؟ قال: قدمت المدينة مع أبي وأنا غلام شابّ بإبل لنا نبيعها وكان أبي صديقا لطلحة بن عبيد الله التّيميّ. فقال له أبي: اخرج معي إلى

إبلي هذه.

فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن سأخرج معك وأجلس وتعرض إبلك، فإذا رأيت من رجل وفاء وصدقا ممّن ساومك أمرتك ببيعه. قال: فخرجنا إلى السّوق فوقفنا ظهرنا وجلس طلحة قريبا، فساومنا الرّجال حتّى إذا أعطانا رجل ما نرضى، قال له أبي: أبايعه؟. قال: بعه قد رضيت لكم وفاءه، فبايعوه فبايعناه فلمّا قضينا مالنا وفرغنا من حاجتنا قال أبي لطلحة: خذ لنا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتابا أن لا يتعدّى علينا في صدقاتنا.

فقال: هذا لكم ولكلّ مسلم. قال: على


(١) أبو داود (٩٦) ، وقال الألباني (١/ ٢١) : صحيح في صحيح أبي داود، أحمد (٤/ ٨٦) ، والطبراني في الكبير (٢/ ٨١١) ، وقال مخرجه: إسناده حسن، وكذا في الدعاء (٢/ ٨١١) رقم (٥٩) . ابن ماجه (٣٨٦٤) والحاكم (١/ ٥٤٠) وصححه ووافقه الذهبي.
(٢) الترمذي (٣١٤٤) واللفظ له وقال: حسن صحيح، ابن ماجة (٣٧٠٥) مختصر جدا.
(٣) النسائي (٧/ ١١٤) واللفظ له وقال الألباني: صحيح (٣٨٠٤) (٣/ ٨٥٦) . أحمد (٢/ ٣٣٩) وقال أحمد شاكر (١٦/ ١٩٩) : إسناده صحيح.