للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق «١» قال لقيط «٢» : فخرجت أنا وصاحبي حتّى قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لانسلاخ رجب فأتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين انصرف من صلاة الغداة ... الحديث وفيه «فمن عصى نبيّه كان من الضالّين، ومن أطاع نبيّه كان من المهتدين» ) * «٣» .

٩-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إنّي رأيت الجيش بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء.

فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا. فانطلقوا على مهلهم «٤» فنجوا، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش «٥» فأهلكهم واجتاحهم «٦» ..

فذلك مثل من أطاعني فاتّبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحقّ) * «٧» .

١٠-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: جاءت ملائكة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو نائم فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إنّ لصاحبكم هذا مثلا قال:

فاضربوا له مثلا. فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا جعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الدّاعي دخل الدّار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الدّاعي لم يدخل الدّار ولم يأكل من المأدبة.

فقالوا: أوّلوها له يفقهها. فقال بعضهم: إنّه نائم.

وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا:

فالدّار الجنّة، والداعي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فمن أطاع محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فقد أطاع الله ومن عصى محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فقد عصى الله، ومحمّد فرّق بين النّاس) * «٨» .

١١-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الّذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا يدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصيّة عصت الله ورسوله. قال أنس: أنزل الله- عزّ وجلّ- في الّذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتّى نسخ بعد: أن بلّغوا قومنا أن قد لقينا ربّنا فرضي عنّا ورضينا عنه.


(١) جاء في القاموس المحيط: المنتفق: أبو قبيلة. وعليه يكون مالك بن المنتفق: ابنا من أبنائه.
(٢) هو أحد الصحابة الذين سموا بهذا الاسم وهم: لقيط البلوي، وابن الربيع، وابن صبرة، وابن عامر، وابن عدي، وابن عباد.
(٣) رواه أحمد (١٣، ١٤) والهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٣٨) ، وقال: رواه عبد الله والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط.
(٤) على مهلهم: أي في تؤدة لا طمئنانهم.
(٥) صبحهم الجيش: جاءهم مع الصبح فلم يتمكنوا من النجاة.
(٦) اجتاحهم: استأصلهم وأبادهم جميعا.
(٧) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨٣) واللفظ له، ومسلم (٢٢٨٣) .
(٨) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨١) .