للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل «١» قلبه وإن عاد زيد فيه حتّى تعلو قلبه وهو الرّان «٢» الّذي ذكر الله كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (المطففين/ ١٤) » ) * «٣» .

٤٢-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله عزّ وجلّ يبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، حتّى تطلع الشّمس من مغربها» ) * «٤» .

٤٣-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ مسحهما «٥» يحطّ الخطايا» ) * «٦» .

٤٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال «إنّ الميّت يصير إلى القبر. فيجلس الرّجل الصّالح في قبره، غير فزع ولا مشعوف «٧» . ثمّ يقال له: فيم كنت «٨» ؟ فيقول: كنت في الإسلام.

فيقال له: ما هذا الرّجل؟ فيقول: محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاءنا بالبيّنات من عند الله فصدّقناه. فيقال له:

هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله فيفرج له فرجة قبل النّار. فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله. ثمّ يفرج له قبل الجنّة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: هذا مقعدك.

ويقال له: على اليقين كنت. وعليه متّ. وعليه تبعث إن شاء الله «٩» . ويجلس الرّجل السّوء في قبره فزعا مشعوفا فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري. فيقال له: ما هذا الرّجل؟ فيقول: سمعت النّاس يقولون قولا فقلته. فيفرج له قبل الجنّة فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثمّ يفرج له فرجة قبل النّار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا.

فيقال له: هذا مقعدك على الشكّ كنت وعليه متّ وعليه تبعث إن شاء الله تعالى» ) * «١٠» .

٤٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي لأعلم آخر أهل الجنّة دخولا الجنّة، وآخر أهل النّار خروجا منها. رجل يؤتى


(١) في الترمذي والحاكم (سقل) . وفي سنن ابن ماجه (صقل) .
(٢) الران: هو ظلمة وجهل يقوم بالقلب يحول بين المرء وبين معرفة الحق.
(٣) الترمذي (٣٣٣٤) واللفظ له. وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة (٤٢٤٤) ، والحاكم (٢/ ٥١٧) وصححه.
(٤) مسلم (٢٧٥٩) .
(٥) أي الركن اليماني والحجر الأسود.
(٦) ابن خزيمة في صحيحه (٤/ ٢٧٥٣) واللفظ له. وقال محققه: إسناده حسن، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٠٤١) ، والبغوي في شرح السنة (٧/ ١٩١٦) وقال: حديث حسن.
(٧) مشعوف: الشعف شدة الفزع والخوف حتى يذهب بالقلب.
(٨) فيم كنت: أي في أي دين.
(٩) إن شاء الله: للتبرك لا للشك.
(١٠) ابن ماجة ٢ (٤٢٦٨) وصححه الألباني، صحيح بن ماجة (٣٤٤٣) .