للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الغي والإغواء]

[الإغواء لغة:]

مصدر قولهم: أغواه يغويه، وهو مأخوذ من مادّة (غ وى) الّتي تدلّ على معنيين: الأوّل يدلّ على خلاف الرّشد وإظلام الأمر، والآخر على فساد في شيء، فمن الأوّل: الغيّ وهو خلاف الرّشد، والجهل بالأمر، والانهماك في الباطل، قال المرقّش:

فمن يلق خيرا يحمد النّاس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما

قال ابن فارس: وذلك عندنا مشتقّ من الغياية وهي الغبرة والظّلمة تغشيان، كأنّ ذا الغيّ قد غشيه ما لا يرى معه سبيل حقّ ... ، ومن الثّاني قولهم: غوي الفصيل، إذا أكثر من شرب اللّبن ففسد جوفه، والمصدر الغوى، قال لبيد:

معطّفة الأثناء ليس فصيلها ... برازئها درّا، ولا ميّت غوى «١» .

وقال الجوهريّ: الغيّ: الضّلال والخيبة، يقال:

قد غوى (بالفتح) يغوي غيّا وغواية، فهو غاو وغو، وأغواه غيره فهو غويّ، على وزن (فعيل)

قال دريد بن الصّمّة:

وهل أنا إلّا من غزيّة إن غوت ... غويت وإن ترشد غزيّة أرشد

والتّغاوي: التّجمّع والتّعاون على الشّرّ من الغواية أو الغيّ، ومن ذلك قول من قال: تغاووا على عثمان- رضي الله عنه- فقتلوه «٢» .

وفي القاموس: يقال: غوى يغوي غيّا، وغوي غواية فهو غاو وغويّ وغيّان: أي ضلّ وغواه غيره وأغواه وغوّاه بمعنى «٣» .

واستشهد ابن منظور على معنى (الضّلال) بما جاء في الحديث الشّريف: «سيكون عليكم أئمّة إن أطعتموهم غويتم» ، أي إن أطعتموهم فيما يأمرون به من الظّلم والمعاصي غويتم أي ضللتم، وعلى معنى الخيبة بما جاء في حديث آدم وموسى عليهما السّلام «أغويت النّاس» أي خيّبتهم، وعلى معنى الفساد بما جاء في قول الله عزّ وجلّ: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى (طه/ ١٢١) ، المعنى فسد عليه عيشه «٤» .


(١) مقاييس اللغة لابن فارس (٤/ ٣٩٩- ٤٠٠) .
(٢) الصحاح (٦/ ٢٤٥٠) .
(٣) القاموس المحيط للفيروزابادي (١٧٠١) ط. بيروت.
(٤) لسان العرب «غوى» (٣٣٢٠) ط. دار المعارف.