للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الغيبة]

[الغيبة لغة:]

الغيبة هي الاسم من الاغتياب وهو مأخوذ من مادّة (غ ي ب) الّتي تدلّ على السّتر، يقول ابن فارس:

«الغين والياء والباء» أصل صحيح يدلّ على تستّر الشّيء عن العيون ثمّ يقاس من ذلك الغيب: ما غاب ممّا لا يعلمه إلّا الله. ويقال: غابت الشّمس تغيب غيبة وغيوبا وغيبا. وغاب الرّجل عن بلده، وأغابت المرأة فهي مغيبة، إذا غاب بعلها ... والغيبة: الوقيعة في النّاس من هذا، لأنّها لا تقال إلّا في غيبة، وتغيّب مثل غاب، ويتعدّى بالتّضعيف فيقال غيّبته، وهو التّواري في المغيب، واغتابه اغتيابا إذا ذكره بما يكره من العيوب، والاسم الغيبة، فإن كان باطلا فهو الغيبة في بهت.

وجعل الرّاغب أصل المادّة الاستتار عن العين فيقول:

«والغيب مصدر غابت الشّمس وغيرها إذا استترت عن العين، يقال: غاب عنّي كذا، قال تعالى: أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (النمل/ ٢٠) واستعمل في كلّ غائب عن الحاسّة، وعمّا يغيب عن علم الإنسان بمعنى الغائب، والغيب في قوله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة/ ٣) ما لا يقع تحت الحواسّ، ولا تقتضيه بداية

العقول «وإنّما يعلم بخبر الأنبياء- عليهم السّلام- وبدفعه يقع على الإنسان اسم الإلحاد «١» » والغيب:

الشّكّ، وجمعه غياب وغيوب، والغيب أيضا ما غاب عن العيون، وإن كان محصّلا في القلوب ... وكلّ مكان لا يدرى ما فيه، فهو غيب، وكذلك الموضع الّذي لا يدرى ما وراءه، وجمعه غيوب. والمغايبة خلاف المخاطبة، يقال: اغتاب الرّجل صاحبه اغتيابا إذا وقع فيه، وهو أن يتكلّم خلف إنسان مستور بسوء، أو بما يغمّه لو سمعه وإن كان فيه، فإن كان صادقا، فهو غيبة، وإن كان كاذبا فهو البهت والبهتان، كذلك جاء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا يكون ذلك إلّا من ورائه.

والاسم: الغيبة، وفي التّنزيل العزيز: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً (الحجرات/ ١٢) . أي لا يتناول رجلا بظهر الغيب بما يسوؤه ممّا هو فيه. وروي عن بعضهم أنّه سمع: غابه يغيبه إذا عابه، وذكر منه ما يسوؤه.

قال ابن الأعرابيّ: غاب إذا اغتاب. وغاب إذا ذكر إنسانا بخير أو شرّ، والغيبة: فعلة منه، تكون حسنة وقبيحة «٢» .


(١) التعريفات (١٦٩) .
(٢) الصحاح للجوهري (١/ ١٩٦) ، ولسان العرب (١/ ٦٥٦) ، ومقاييس اللغة (٤/ ٤٠٣) ، والمصباح المنير (١٦٤) ، والمفردات (٣٦٧) .