للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخل فهد «١» وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد.

قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ «٢» ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ. ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء «٣» طباقاء، كلّ داء له داء، شجّك «٤» أو فلّك أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي الرّيح ريح زرنب «٥» والمسّ مسّ أرنب. قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد «٦» طويل النّجاد. عظيم الرّماد. قريب البيت من النّادي. قالت العاشرة: زوجي مالك. وما مالك «٧» ؟

مالك خير من ذلك. له إبل كثيرات المبارك. قليلات المسارح. إذا سمعن صوت المزهر «٨» أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبوزرع. فما أبو زرع؟ أناس من حليّ أذنيّ «٩» وملأ من شحم عضديّ.

وبجّحني فبجحت إلىّ نفسي «١٠» وجدني في أهل غنيمة بشقّ. فجعلني في أهل صهيل وأطيط «١١» ، ودائس ومنقّ «١٢» . فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح،


(١) زوجي إن دخل فهد: هذا أيضا مدح. فقولها فهد، تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي. وشبهته بالفهد لكثرة نومه. يقال أنوم من فهد. وهو معنى قولها ولا يسأل عما عهد. أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه. وإذا خرج أسد وهو وصف له بالشجاعة. ومعناه اذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد. يقال: أسد واستأسد.
(٢) زوجي إن أكل لف: قال العلماء: اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى منها شيء. والاستشفاف في الشراب: أي يستوعب جميع ما في الإناء.
(٣) زوجي غياياء أو عياياء: وهو الذي لا يلقح وقيل هو العنين الذي تعيبه مباضعة النساء ويعجز عنها. وقال القاضي وغيره: غياياء، بالمعجمة، صحيح وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة وكل ما أظل الشخص. ومعناه لا يهتدى إلى مسلك. وقيل هو الغبي الأحمق الفدم.
(٤) شجك: أي جرحك في الرأس. فالشجاج جراحات الرأس والجراح فيه وفي الجسد.
(٥) زوجي الريح ريح زرنب: الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل أرادت طيب ريح جسده. وقيل طيب ثيابه في الناس.
(٦) زوجي رفيع العماد: قيل ان بيته الذي يسكنه رفيع العماد ليراه الضيفان وأصحاب الحوائج فيقصدوه. وهكذا بيوت الأجواد.
(٧) زوجي مالك وما مالك؟: استفهام يقصد به تعظيم زوجها ورفع مكانته ثم بينت سر عظمته وهو أن له إبلا كثيرة. لا يوجهها تسرح إلا قليلا. فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل حاضرة فيقريهم من ألبانها ولحومها.
(٨) المزهر: هو العود الذي يضرب. أرادت أن زوجها عود إبله، إذا نزل به الضيفان نحر لهم منها وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب. فإذا سمعت الإبل صوت المزهر علمن أنه قد جاءه الضيفان، وأنهن منحورات هوالك.
(٩) أناس من حلي أذني: الحلي بضم الحاء وكسرها: لغتان مشهورتان. والنوس الحركة من كل شيء متدل. فهي تنوس أي تتحرك من كثرتها.
(١٠) وبجحني فبجحت إليّ نفسي: بجحت بكسر الجيم وفتحها: لغتان مشهورتان أفصحهما الكسر. قال الجوهري: الفتح ضعيفة. ومعناه فرحني ففرحت. وقال ابن الأنباري: وعظمني فعظمت عند نفسي. يقال فلان يتبجح بكذا أي يتعظم ويفتخر.
(١١) الصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الإبل. فاكتفى بدلالة الصوت على صاحبه على طريق الكناية.
(١٢) ودائس: الذي يدوس الطعام أرادت أنهم أصحاب زرع وأن عندهم طعاما منتقى. ومنقّ: من نقيق أصوات المواشي تصف كثرة ماله.