للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقارف نساء أهل الجاهليّة «١» فتفضحها «٢» على أعين النّاس؟ قال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته» ) * «٣» .

٤-* (عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر قال: قلت لعقبة بن عامر: إنّ لنا جيرانا يشربون الخمر وأنا داع لهم الشّرط ليأخذوهم. قال: لا تفعل، وعظهم، وهدّدهم. قال: إنّي نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داع لهم الشّرط «٤» ليأخذوهم، فقال عقبة: ويحك لا تفعل؛ فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من ستر عورة فكأنّما استحيا موءودة في قبرها» ) * «٥» .

٥-* (يروى أنّ معاوية- رضي الله عنه- أسرّ إلى الوليد بن عتبة حديثه فقال لأبيه: يا أبت إنّ أمير المؤمنين أسرّ إليّ حديثا وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك. فقال: فلا تحدّثني به؛ فإنّ من كتم سرّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.

قال: فقلت يا أبت وإنّ هذا ليدخل بين الرّجل وبين ابنه؟ فقال: لا. والله يا بنيّ ولكن أحبّ أن لا تذلّل لسانك بأحاديث السّرّ. قال: فأتيت معاوية فأخبرته فقال: يا وليد أعتقك أبوك من رقّ الخطأ. فإفشاء السّرّ خيانة» ) * «٦» .

٦-* (قال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله-:

«القلوب أوعية والشّفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلّ إنسان مفتاح سرّه. ومن عجائب الأمور أنّ الأمور كلّما كثرت خزانها كان أوثق لها، وأمّا الأسرار فإنّها كلّما كثرت خزانها كان أضيع لها، وكم من إظهار سرّ أراق دم صاحبه ومنعه من بلوغ مآربه، ولو كتمه أمن من سطوته» ) * «٧» .

٧-* (قال الحسن: «إنّ من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك» ) * «٨» .

٨-* (قال الإمام الغزاليّ- رحمه الله-:

«إفشاء السّرّ منهيّ عنه لما فيه من الإيذاء، والتّهاون بحقّ المعارف والأصدقاء. وهو حرام إذا كان فيه إضرار، ولؤم وإن لم يكن فيه إضرار» ) * «٩» .

٩-* (أنشد ثعلب:

ثلاث خصال للصّديق جعلتها ... مضارعة للصّوم والصّلوات


(١) الجاهلية: هم من قبل النبوة. سموا به لكثرة جهالاتهم.
(٢) فتفضحها: معناه لو كنت من زنى فنفاك عن أبيك حذافة فضحتني.
(٣) مسلم (٢٣٥٩) واللفظ له. وأورده البخاري مقطعا الفتح ٧ (٤٦٢١- ٤٦٢٢)
(٤) الشرط: بضم الشين المعجمة وفتح الراء: هم أعوان الولاة والظلمة، والواحد منه شرطى بضم الشين وسكون الراء.
(٥) أبو داود رقم (٤٨٩٢) ، والمنذري في الترغيب (٣/ ٢٣٨) واللفظ له وقال: رواه أبو داود (٤٨٩٢) والنسائي بذكر القصة وبدونها، وابن حبان في صحيحه، وقال: صحيح الإسناد وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح (١/ ١٣٤) . قال الحافظ: رجال أسانيدهم ثقات، ولكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا، ذكرت بعضه في مختصر السنن. الشرط: بضم الشين المعجمة وفتح الراء: هم أعوان الولاة والظلمة، والواحد منه شرطي بضم الشين وسكون الراء.
(٦) الإحياء (٣/ ١٣٢) .
(٧) المستطرف (١/ ٢٩٦) .
(٨) إحياء علوم الدين (٣/ ١٣٢) .
(٩) إحياء علوم الدين (٣/ ١٣٢) .