للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتّى إذا لم يبق عالما اتّخذ النّاس رؤوسا جهّالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلّوا، وأضلّوا» ) * «١» .

٩-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: انتهيت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في قبّة من أدم حمراء في نحو من أربعين رجلا. فقال: «إنّه مفتوح لكم، وأنتم منصورون مصيبون، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق الله وليأمر بالمعروف، ولينه عن المنكر وليصل رحمه، ومثل الّذي يعين قومه على غير الحقّ كمثل البعير يتردّى، فهو يمدّ بذنبه» ) * «٢» .

١٠-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّما مثل الجليس الصّالح والجليس السّوء، كحامل المسك، ونافخ الكير. فحامل المسك، إمّا أن يحذيك «٣» ، وإمّا أن تبتاع منه «٤» ، وإمّا أن تجد منه ريحا طيّبة. ونافخ الكير، إمّا أن يحرق ثيابك، وإمّا أن تجد ريحا خبيثة» ) * «٥» .

١١-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضّله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا» ) * «٦» .

١٢-* (عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- يقول: كان النّاس يسألون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الخير. وكنت أسأله عن الشّرّ. مخافة أن يدركني.

فقلت: يا رسول الله إنّا كنّا في جاهليّة وشرّ. فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير شرّ؟ قال: «نعم» فقلت: هل بعد ذلك الشّرّ من خير؟ قال: «نعم. وفيه دخن «٧» » قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يستنّون بغير سنّتي. ويهدون بغير هديي «٨» ، تعرف منهم وتنكر» .

فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: «نعم.

دعاة على أبواب جهنّم «٩» ، من أجابهم إليها قذفوه


(١) البخاري الفتح ١ (١٠٠) واللفظ له، ومسلم (٢٦٧٣) .
(٢) أحمد (١/ ٣٨٩) ، والمستدرك (٤/ ١٥٩) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٣) يحذيك: أي يعطيك.
(٤) تبتاع منه: تشتري منه.
(٥) البخاري الفتح ٩ (٥٥٣٤) ، ومسلم (٢٦٢٨) واللفظ له.
(٦) الترمذي (٢٥١٢) وقال: حسن غريب، ومعناه صحيح.
(٧) دخن: قال أبو عبيد وغيره: الدخن أصله أن تكون في لون الدابة كدورة إلى سواد قالوا: والمراد هنا: أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض. ولا يزول خبثها ولا ترجع إلى ما كانت عليه من الصفاء.
(٨) هديي: الهدى الهيئة والسيرة والطريقة.
(٩) دعاة على أبواب جهنم: قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر. كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة. وفي حديث حذيفة هذا، لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ووجوب طاعته، وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال، وغير ذلك فتجب طاعته في غير معصية. وفيه معجزات لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو هذه الأمور التي أخبر بها وقد وقعت كلها.