للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن وجه الغلط فيك. فها أنا قد عرفتك حقّ معرفتك في تعدّيك لطورك، واطّراحك حقّ من غلط في اختيارك) * «١» .

٣-* (لإبراهيم بن المهديّ: أمّا بعد، فإنّك لو عرفت فضل الحسن لتجنّبت شين القبيح، ورأيتك آثر القول عندك ما يضرّك، فكنت فيما كان منك ومنّا، كما قال زهير بن أبي سلمى:

وذي خطل في القول يحسب أنّه ... مصيب فما يلمم به فهو قائله

عبأت له حلما وأكرمت غيره ... وأعرضت عنه وهو باد مقاتله «٢» .

٤-* (إنّ مودّة الأشرار متّصلة بالذّلّة والصّغار، تميل معهما، وتتصرّف في آثارهما. وقد كنت أحلّ مودّتك بالمحلّ النّفيس، وأنزلها بالمنزل الرّفيع، حتّى رأيت ذلّتك عند القلّة، وضرعك عند الحاجة، وتغيّرك عند الاستغناء، واطّراحك لإخوان الصّفاء، فكان ذلك أقوى أسباب عذري في قطيعتك عند من يتصفّح أمري وأمرك بعين عدل، لا يميل إلى هوى ولا يرى القبيح حسنا) *» .

٥-* (كتب أبو العتاهية إلى الفضل بن معن ابن زائدة: أمّا بعد، فإنّي توسّلت في طلب نائلك بأسباب الأمل، وذرائع الحمد، فرارا من الفقر، ورجاء للغنى، فازددت بهما بعدا ممّا فيه تقرّبت، وقربا ممّا فيه تبعّدت. وقد قسّمت اللّائمة بيني وبينك؛ لأنّي أخطأت في سؤالك وأخطأت في منعي، وأمرت باليأس من أهل البخل فسألتهم، ونهيت عن منع أهل الرّغبة فمنعتهم. وفي ذلك أقول:

فررت من الفقر الّذي هو مدركي ... إلى بخل محظور النّوال منوع

فأعطبني الحرمان غبّ مطامعي ... كذلك من تلقاه غير قنوع

وغير بديع منع ذي البخل ماله ... كما بذل أهل الفضل غير بديع

إذا أنت كشّفت الرّجال وجدتهم ... لأعراضهم من حافظ ومضيع) * «٤» .

٦-* (وقف رجل خراسانيّ بباب أبي دلف العجليّ حينا فلم يؤذن له، فكتب رقعة وتلطّف في وصولها إليه وفيها:

إذا كان الكريم له حجاب ... فما فضل الكريم على اللّئيم) * «٥» .

٧-* (ومن أطرف ما يروى في اللّؤم: قيل:

كان عمرو الأعجميّ يلي حكم السّند فكتب إلى موسى الهادي أنّ رجلا من أشراف أهل الهند من آل المهلّب ابن أبي صفرة اشترى غلاما أسود فربّاه وتبنّاه فلمّا كبر وشبّ اشتدّ به هوى مولاته فراودها عن نفسها فأجابته، فدخل مولاه يوما على غفلة منه من حيث لا


(١) العقد الفريد (٤/ ٣٢٠) .
(٢) المرجع السابق (٤/ ٣٢٠) .
(٣) المرجع السابق (٤/ ٣٢٠) .
(٤) المرجع السابق (٤/ ٣١٩- ٣٢٠) .
(٥) المستطرف (١/ ١٤٦) .