للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مباح) * «١» .

١٢-* (وقال عبد الكريم بن مالك الجزريّ في الآية نفسها: «هو الرّجل يشتمك فتشتمه ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه لقوله تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (الشورى/ ٤١)) * «٢» .

١٣-* (وقال القاضي أبو حسين في التّمام:

لا تختلف الرّواية في وجوب هجر أهل البدع وفسّاق الملّة. وظاهر إطلاقه لا فرق بين المجاهر وغيره كالمبتدع والفاسق، فينبغي لك إن كنت متّبعا سنن من سلف أنّ كلّ من جاهر بمعاصي الله لا تعاضده ولا تساعده ولا تقاعده ولا تسلّم عليه، بل اهجره ولاقه بوجه مكفهرّ) * «٣» .

١٤-* (وقال ابن تميم: وهجران أهل البدع كافرهم وفاسقهم، والمتظاهر بالمعاصي، وترك السّلام عليهم فرض كفاية، ومكروه لسائر النّاس) * «٤» .

١٥-* (قال صاحب منظومة الآداب:

وهجران من أبدى المعاصي سنّة ... وقد قيل إن يردعه أوجب وأكّد

وقيل على الإطلاق ما دام معلنا ... ولاقه بوجه مكفهرّ مربّد) * «٥» .

١٦-* (قال السّفارينيّ في شرح البيتين السّابقين: «ولا فرق بين كون المعاصي فعليّة أو قوليّة أو اعتقاديّة ... وهذا الهجر يثاب الإنسان عليه لأنّه هجر لله تعالى وغضب لارتكاب معاصيه أو إهمال أوامره. قال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: إذا علم أنّه مقيم على معصية وهو يعلم بذلك لم يأثم أن جفاه حتّى يرجع، وإلّا كيف يتبيّن للرّجل ما هو عليه، إذا لم ير منكرا ولا جفوة من صديق) * «٦» .

[من مضار (المجاهرة بالمعصية)]

(١) المجاهر بالمعصية ما جن أثيم يغضب الله عزّ وجلّ.

(٢) المجاهر يحرم نفسه من عفو الله تعالى.

(٣) المجاهرون بالمعاصي محتقرون من النّاس مهجورون، لا يكلّمهم الصّالحون ولا يسلّمون عليهم.


(١) المرجع السابق ٣/ ٣٩٨.
(٢) تفسير ابن كثير ١/ ٥٨٤.
(٣) غذاء الألباب/ شرح منظومة الآداب للسفاريني ١/ ٢٥٦- ٢٦١.
(٤) المرجع السابق ١/ ٢٦٩.
(٥) انظر غذاء الألباب ١/ ٢٥٦- ٢٥٨.
(٦) المرجع السابق، انظر الصفحات ٢٥٦- ٢٦١.