للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إناء بما فيه ينضح، ولهذا قيل من طابت نفسه طاب عمله، ومن خبثت نفسه خبث عمله «١» .

وجمع ابن القيّم بين نوعي النّجاسة فقال:

النّجاسة: هي المستقذر الّذي يطلب مباعدته والبعد منه بحيث لا يلمس ولا يشمّ ولا يرى «٢» .

بم يتخلّص من النّجاسة؟

تطهر النّفس وتتخلّص من النّجاسة بالعلم والعبادات، أمّا الّذي يطهر به البدن فهو الماء وقد نبّه المولى سبحانه وتعالى على ذلك فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (الأنفال/ ٢٤) فسمّى العلم والعبادة حياة من حيث إنّ النّفس إذا فقدتهما هلكت هلاك الأبد، وقال تعالى في صفة الماء وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (الأنبياء/ ٣٠) . وقال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله- عزّ وجلّ- أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها (الرعد/ ١٧) عنى بالماء القرآن؛ إذ كان به طهارة النّفس، وبالأودية القلوب الّتي احتملته بقدر ما وسعته.

والّذي يلزم تطهيره من النّفس هو قوّة الفكر بتهذيبها حتّى تحصّل الحكمة والعلم، وقوّة الشّهوة بقمعها حتّى تحصّل العفّة والجود، وقوّة الحميّة بإسلاسها حتّى تنقاد للعقل فتحصّل الشّجاعة والحلم، وجميع الرذائل تنبعث من فساد هذه الثّلاث «٣» .

الفرق بين الرّجس والنّجس:

قال الكفويّ: الرّجس أكثر ما يقال في المستقذر طبعا. والنّجس أكثر ما يقال في المستقذر عقلا وشرعا «٤» .

حكم تناول النّجس:

قال ابن حجر الهيتميّ: تناول النّجس (والمستقذر والمضرّ) من الكبائر، وقد صرّح بذلك بعض المتأخّرين من الفقهاء قياسا للنّجس على الميتة الّتي تحرم لنجاستها، وإذا كانت قد حرّمت للنّجاسة الّتي أسماها الله فسقا فيلحق بها كلّ نجاسة غير معفوّ عنها «٥» .

[للاستزادة: انظر صفات: أكل الحرام- الشرك- الفجور- شرب الخمر- العصيان- الفسوق- انتهاك الحرمات.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الطهارة- أكل الطيبات- النزاهة- تعظيم الحرمات- الإيمان- الصلاة] .


(١) الذريعة (٩٦، ٦٧) باختصار وتصرف.
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ٥٩) .
(٣) بتصرف عن الذريعة (٩٩) وما بعدها.
(٤) الكليات (٤٧٩) .
(٥) الزواجر (٢٩٨) .