للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمرنا بالصّدقة. قال: كنّا نحامل «١» . قال: فتصدّق أبو عقيل بنصف صاع. قال: وجاء إنسان بشيء أكثر منه.

فقال المنافقون: إنّ الله لغنيّ عن صدقة هذا. وما فعل هذا الآخر إلّا رياء. فنزلت: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ (التوبة: ٧٩) » ) * «٢» .

٧-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه-: أنّ رجالا من المنافقين، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانوا إذا خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى الغزو تخلّفوا عنه. وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فإذا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلّم اعتذروا إليه. وحلفوا وأحبّوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.

فنزلت: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ (آل عمران: ١٨٨) * «٣» .

٨-* (عن جابر- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدم من سفر. فلمّا كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الرّاكب. فزعم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «بعثت هذه الرّيح لموت منافق» فلمّا قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين، قد مات) * «٤» .

٩-* (عن عبد الرّحمن بن عوف: أنّ قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة، فأسلموا، وأصابهم وباء المدينة، حمّاها، فأركسوا «٥» ، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه، يعني أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلّم فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فاجتوينا «٦» المدينة. فقالوا: أما لكم في رسول الله أسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله عزّ وجلّ: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ... (النساء/ ٨٨) الآية) * «٧» .

١٠-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ المؤمن يأكل في معى واحد، وإنّ الكافر، أو المنافق، فلا أدري أيّهما قال عبيد الله- يأكل في سبعة أمعاء» ) «٨» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّاس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟

قال: «هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب» ؟ قالوا: لا. يا رسول الله. قال: «فهل تمارون في الشّمس ليس دونها سحاب» ؟ قالوا: لا. قال:

فإنّكم ترونه كذلك. يحشر النّاس يوم القيامة فيقول:


(١) نحامل: نحمل على ظهورنا بالأجرة ونتصدق من تلك الأجرة.
(٢) البخاري- الفتح ٨ (٤٦٦٨) ، ومسلم ٢ (١٠١٨) واللفظ له.
(٣) البخاري- الفتح ٨ (٤٥٦٧) ، ومسلم ٤ (٢٧٧٧) واللفظ له.
(٤) مسلم ٤ (٢٧٨٢) .
(٥) أركسوا: يقال ركست الشيء وأركسته اذا رددته ورجعته، أركسوا رجعوا إلى ما كانوا عليه.
(٦) اجتووا: أصابهم الجوى، وهو المرض. ويقال: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه.
(٧) أحمد (١/ ١٩٢) وقال الشيخ أحمد شاكر (٣/ ١٣١- ١٣٢) : إسناده صحيح.
(٨) البخاري- الفتح ٩ (٥٣٩٤) واللفظ له، ومسلم (٢٠٦٢) .