للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوم بأهليهم يبسّون «١» والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثمّ يفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسّون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثمّ يفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسّون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون «٢» .

- عن أبي ذرّ- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّكم ستفتحون مصر. وهي أرض يسمّى فيها القيراط «٣» . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها. فإنّ لهم ذمّة «٤» ورحما «٥» أو قال: «ذمّة وصهرا «٦» . فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة، فاخرج منها» قال: فرأيت عبد الرّحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة، يختصمان في موضع لبنة، فخرجت منها» «٧» .

- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تقوم السّاعة حتّى ينزل الرّوم بالأعماق، أو بدابق «٨» . فيخرج إليهم جيش من المدينة. من خيار أهل الأرض يومئذ. فإذا تصافّوا قالت الرّوم: خلّوا بيننا وبين الّذين سبوا «٩» منّا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا. والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم. فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا «١٠» . ويقتل ثلثهم. أفضل الشّهداء عند الله. ويفتتح الثّلث. لا يفتنون أبدا: فيفتتحون قسطنطينيّة. فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علّقوا سيوفهم بالزّيتون، إذ صاح فيهم الشّيطان: إنّ المسيح قد خلّفكم في أهليكم. فيخرجون. وذلك باطل، فإذا جاءوا الشّأم خرج، فبينما هم يعدّون للقتال، يسوّون الصّفوف، إذ أقيمت الصّلاة. فينزل عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلّم، فأمّهم. فإذا رآه عدوّ الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه


(١) يبسون: قال أهل اللغة: يبسّون. ويقال أيضا: يبسون. فتكون اللفظة ثلاثية ورباعية فحصل في ضبطه ثلاثة أوجه. ومعناه يتحملون بأهليهم. وقيل معناه يدعون الناس إلى بلاد الخصب. وهو قول إبراهيم الحربي. وقال أبو عبيد: معناه يسوقون. والبس سوق الإبل. وقال ابن وهب: معناه يزينون لهم البلاد ويحببونها اليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (٩/ ١٥٨، ١٥٩) .
(٢) رواه مسلم برقم (١٣٨٨) .
(٣) القيراط: قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما. وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به.
(٤) ذمة: الذمة هي الحرمة والحق. وهي هنا بمعنى الذمام.
(٥) ورحما: الرحم لكون هاجر، أم إسماعيل، منهم.
(٦) وصهرا: الصهر لكون مارية، أم إبراهيم، منهم. انظر في ذلك شرح النووي على صحيح مسلم (١٦/ ٩٧) .
(٧) رواه مسلم برقم (٢٥٤٣/ ٢٢٧) .
(٨) بالأعماق أو بدابق: موضعان بالشام، بقرب حلب.
(٩) سبوا: قال النووي رحمه الله: روى سبوا على وجهين: فتح السين والباء وضمهما. قال القاضي في المشارق: الضم رواية الأكثرين. قال: وهو الصواب. قلت: كلاهما صواب لأنهم سبوا. أولا ثم سبوا الكفار. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٨/ ٢١) .
(١٠) لا يتوب الله عليهم أبدا: أي لا يلهمهم التوبة.